حزب الله يسلم مواقع جنوب الليطاني.. والجيش اللبناني يقترب من السيطرة الكاملة

في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية والدولية على الحكومة اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة الجيش على كامل الأراضي، بدأت تظهر مؤشرات ملموسة على تحولات ميدانية جنوب نهر الليطاني، مع تسليم حزب الله جزءًا كبيرًا من مواقعه العسكرية في المنطقة.
وبحسب تقارير إعلامية، فقد كشف مصدر مقرب من حزب الله، اليوم السبت، أن الحزب سلم حوالي 190 موقعًا عسكريًا من أصل 265 نقطة كانت تابعة له في جنوب الليطاني، مؤكدًا أن الجيش اللبناني بات يسيطر فعليًا على الغالبية الساحقة من هذه المواقع.
إنهاء الوجود الأمني
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر أمني لبناني بأن الجيش، بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، فكك معظم القواعد والنقاط التابعة للحزب في المنطقة، مشيرًا إلى أن العملية باتت في "مراحلها الأخيرة لإنهاء الوجود الأمني الحزبي جنوب الليطاني بشكل شبه كامل".
وتأتي هذه التطورات في وقت كثفت فيه الإدارة الأمريكية، عبر مبعوثيها، مطالبها بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، القاضي بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، ومنع أي وجود مسلح غير رسمي جنوب الليطاني.
وكانت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورجان أورتاجوس، قد شددت قبل أيام على ضرورة "نزع سلاح حزب الله وكافة الميليشيات"، في إطار تثبيت وقف الأعمال العدائية وتطبيق كامل للقرارات الدولية.
العمل على استراتيجية أمن وطني
من جهته، جدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، التزامه بالعمل على استراتيجية أمن وطني تقوم على حصرية السلاح بيد الدولة، مؤكداً في تصريحات سابقة أنه سيفتح حواراً قريباً مع حزب الله لمعالجة مسألة السلاح ضمن مقاربة سياسية هادئة.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2025، نصّ بشكل واضح على انسحاب عناصر حزب الله من جنوب نهر الليطاني، وتفكيك قواعده العسكرية، وانتشار الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة، إلى جانب تفعيل تطبيق القرار 1701 بكل بنوده.
وتبقى قضية سلاح حزب الله أحد أبرز التحديات أمام الدولة اللبنانية، خصوصاً في ظل الانقسام الداخلي وارتباط السلاح بملفات إقليمية معقدة، لكن التحركات الأخيرة تشير إلى بداية مسار محتمل نحو إعادة ضبط التوازن الأمني والسيادي في الجنوب، بدفع دولي واضح وغطاء داخلي قيد التبلور.