عاجل

جائز أم مكروه .. ما حكم القراءة في المصحف الملون «البينك»؟

القراءة في المصحف
القراءة في المصحف الملون

في ظل التطور التكنولوجي ووسائل التعليم الحديثة، ظهرت العديد من الأدوات التعليمية التي تهدف إلى تسهيل عملية تعلم القرآن الكريم، ومن أبرز هذه الأدوات المصحف الملون. 

ولكن مع انتشار هذه النسخ من المصاحف بين المسلمين، تثار تساؤلات عديدة حول حكم قراءتها وهل هي جائزة شرعًا أم لا؟ وهل يعد تلوين الكلمات في القرآن الكريم من البدع؟

المصحف الملون.. بين التيسير والتفسير

المصحف الملون هو نسخة من القرآن الكريم يتضمن تلوينًا لبعض الكلمات والآيات لتحديد معاني معينة، مثل تمييز الأوامر والنواهي، أو تلوين الأسماء الحسنى لله تعالى، أو تمييز الكلمات التي تحتاج إلى تفسير. الهدف من ذلك هو تسهيل فهم الآيات بشكل خاص للأطفال أو المبتدئين في تعلم قراءة القرآن الكريم، وقد أصبح هذا النوع من المصاحف منتشرًا في كثير من المدارس الإسلامية ومراكز التحفيظ.

الرأي الشرعي في المصحف الملون

يشير العديد من العلماء المعاصرين إلى أن القراءة في المصحف الملون لا تحمل أي محذور شرعي، إذ لا يتضمن أي تحريف أو تغيير في نصوص القرآن الكريم. ويعتبربعض العلماء أن المصحف الملون يمكن أن يكون أداة مساعدة لفهم القرآن بشكل أفضل، خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبة في فهم معاني الكلمات أو تمييز الأوامر والنواهي في القرآن.

من جهة أخرى، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن تلوين الكلمات لا يضر بالقدسية القرآنية طالما لم يحدث أي تغيير في النصوص الأصلية. وأضاف أنه يمكن استخدام المصحف الملون كوسيلة لتيسير القراءة والفهم، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر وبالتوازي مع العودة إلى التفاسير المعتمدة لضمان الدقة في الفهم.

التحفظات والآراء المخالفة

في المقابل، يرى بعض العلماء أن التلوين قد يؤدي إلى فهم غير دقيق لبعض معاني الآيات، خصوصًا إذا كانت التفسيرات المستخدمة غير معتمدة أو غير دقيقة. ويحذرون من أن الاعتماد على المصحف الملون بشكل كامل قد يعيق الشخص عن البحث في التفاسير العميقة التي قام بها العلماء المتخصصون عبر العصور. هؤلاء العلماء يرون أن القرآن الكريم يجب أن يظل كما هو دون إضافة أو تغيير في صيغته الأصلية، وأن استخدام المصحف الملون يجب أن يكون في إطار تعليم مبدئي وليس بديلاً عن التفاسير العلمية المتكاملة.

هل المصحف الملون بدعة؟

البعض يرى أن استخدام المصحف الملون يمكن أن يُعتبر من البدع إذا أدى إلى تحريف المعاني أو تقديم فهم مغلوط للآيات. ومع ذلك، يؤكد أغلب العلماء أنه لا يمكن تصنيفه كبدعة طالما كان الهدف منه تسهيل الفهم وتعليم القرآن بطريقة صحيحة.

وبناء على ذلك، يبقى حكم قراءة المصحف الملون مسألة اجتهادية تختلف فيها آراء العلماء. وعلى الرغم من أن المصحف الملون لا يحتوي على تحريف في النص القرآني، إلا أنه من المهم أن يتم استخدامه بحذر، ويجب أن يظل المراجعة والرجوع إلى التفاسير المعتمدة جزءًا من عملية تعلم القرآن وفهمه. يجب على المسلمين أن يظلوا واعين لأهمية النص القرآني كما هو دون إضافة أو تعديل في معانيه.

تم نسخ الرابط