عاجل

هل الصلاة بالحذاء في المسجد جائزة؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الصلاة بالحذاء
الصلاة بالحذاء

تطرح بعض السلوكيات في العبادة أسئلة متكررة لدى المسلمين، خاصة في ما يتعلق بمظاهر قد يراها البعض مخالفة للمألوف، ومن أبرز هذه التساؤلات: هل يجوز الصلاة بالحذاء؟ وهل يختلف الحكم إذا كانت الصلاة في المسجد أو في غيره؟ وماذا قالت الشريعة عن هذا الأمر

السنة النبوية.. النبي صلى بالحذاء

تشير كتب الحديث إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كانوا يصلون أحيانًا وهم منتعلون، خصوصًا في الغزوات أو في الأماكن غير المفروشة. 

فقد ورد في الحديث: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه” (رواه البخاري وأبو داود). 

كما قال صلى الله عليه وسلم: “خالفوا اليهود، فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم” (رواه أحمد وأبو داود). وهذه الأحاديث تدل على أن الصلاة بالحذاء ليست فقط جائزة، بل سنة أحيانًا، إذا توفرت شروط الطهارة ولم يكن في المكان ما يمنع ذلك.

الصلاة بالحذاء جائزة بشروط

وقد أوضحت دار الإفتاء  أن الصلاة بالحذاء جائزة شرعًا، إذا تحقق شرط طهارة الحذاء وخلوه من النجاسة، مؤكدة أن هذا الحكم ينطبق أكثر على الأماكن المفتوحة، كالحدائق وأماكن العمل، وليس داخل المساجد المفروشة.

وقالت الدار في بيانها: “الصلاة بالنعال جائزة شرعًا ما دامت طاهرة، وقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في نعالهم، لكن الأفضل في مساجدنا المفروشة ألا يُصلى فيها بالنعال صونًا للنظافة، لا لأن الصلاة بالحذاء غير جائزة.”

وأضافت أن هذا لا علاقة له بصحة الصلاة، وإنما هو من باب الآداب العامة ودرء الفتن، لأن بعض الناس قد لا يتقبل رؤية أحد يصلي بحذائه، ظنًا منه أنها مخالفة

داخل المسجد.. الأفضل خلع الحذاء حفاظًا على المكان

رغم الإباحة، إلا أن علماء الدين يفضلون خلع الحذاء داخل المساجد المفروشة، لعدة اعتبارات، منها النظافة، واحترام المكان، ومراعاة مشاعر المصلين. حيث يؤكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأمر واسع، لكن “المهم ألا تتسبب في أذى لأحد أو إثارة الجدل بين الناس”.

وبناء على ذلك فإن الصلاة بالحذاء جائزة باتفاق أهل العلم، والسنة النبوية تدعم هذا الجواز، بل وتحث عليه في بعض المواقف. لكن الإسلام دين الحكمة، ودعا دومًا إلى مراعاة السياق والمكان، وعدم الإضرار بمشاعر الآخرين. فالصلاة بالحذاء ليست ممنوعة، لكنها تحتاج إلى فهم عميق للمقاصد وظروف الزمان والمكان

تم نسخ الرابط