عاجل

ما الحكم الشرعي لمقولة «نعتذر عن تغسيل تارك الصلاة»؟.. أزهري يجيب

حكم تغسيل تارك الصلاة
حكم تغسيل تارك الصلاة

«نعتذر عن تغسيل تارك الصلاة» مقولة راجت بين كثير من المغسلين وعدد من مساجد الجمعيات التي ترفع لواء التشدد، فهل تارك الصلاة لا يغسل، وهل يجوز للمغسل الامتناع عن تغسيل تارك الصلاة؟

تغسيل تارك الصلاة

يرصد موقع «نيوز رووم» من خلال الحديث مع أحد وعاظ الأزهر الحكم الشرعي لعبارة «نعتذر عن تغسيل تارك الصلاة»، حيث قال الشيخ محمد نصر الواعظ بالأزهر الشريف، إن العبارة تحمل ضمنيًا تكفيرًا للميت وهو أمر لا يجوز، مؤكدًا أن الحكم بتكفير شخص معين يتطلب أمرين أولهما: إقامة الحجة عليه، ثانيهما: حكم القاضي.

وأشار الواعظ بالأزهر الشريف إلى ضرورة أن يتحرى الناس عبارتهم فليس كل تارك للصلاة يحكم عليه بالكفر فالمسألة يتطلب فيها التفريق بين تارك الصلاة جحودًا ومن يتركها كسلًا وغير ذلك من الأمور الشرعية التي من شأنها أن تكشف سبب تركه للصلاة، ومع ذلك لا يجوز لآحاد الناس الحكم بالكفر على تارك الصلاة كونه من اختصاص القاضي الشرعي.

حكم الصلاة

الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنـزلتها من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد عني الإسلام في كتابه وسنته بأمرها، وشدد كل التشديد في طلبها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقد حذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، أي: كمثل العمود للخيمة، ولا تبقى الخيمة قائمة بدون عمود، فكذلك لا يستقيم الإسلام بدون صلاة، جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

تارك الصلاة ليس بكافر

كما ذكرت دار الإفتاء المصرية أن ترك الصلاة منكر عظيم يقع لكثير من الناس، وذكرت أن تارك الصلاة بين أمرين، أولهما ان يكون تركه لها انكارًا لوجوبها فهو بذلك كافر بإجماع المسلمين خارج من ملة الإسلام، لأنها من المجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة، فيقول النووي: "إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين، ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا"، أما من تركها تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها وهو حال كثير من الناس حسبما تذكر دار الإفتاء، فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قبل القضاء.

وذكرت «الإفتاء» أدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر، فمنها ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة"، فتذكر الدار هنا أن تارك الصلاة كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، "ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث".

في سياق متصل، أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن من ترك الصلاة كسلًا ليس كافرًا، مؤكدًا أنه لم يبن أحد من العلماء المعتبرين أي أحكام على تارك الصلاة كسلا، كالتفريق بينه وبين زوجته أو القول بعدم دفنه في مقابل المسلمين أو أي أحكام تتعلق بالإرث، مما يؤكد عدم كفره.

تم نسخ الرابط