مستشار السياحة العالمية: التعاقد مع أوراسكوم خطأ.. والجمّالة من أسس المنطقة

شهدت منطقة أهرامات الجيزة بدءاً من يوم الثلاثاء 8 أبريل حالة من الفوضى بالتزامن مع بدء تشغيل مشروع تطوير المنطقة الجديد والذي تنفذه شركة أوراسكوم بيراميدز للخدمات الترفيهية، وشهد اليوم الأول حالة من الفوضى ثم بدأت الأمور تنتظم خلال اليوم وأمس، وعلق المهندس نجيب ساويرس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي إكس، أن سبب المشكلة هو قطع الطريق من قبل الجمالة والخيالة، وأنه يجب عليهم الالتزام بالمنطقة الخاصة بهم أو إخراجهم من المنطقة.
ومن ناحيته علق سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية وعضو مفوضية السفر الأوروبية، على ما قاله ساويرس قائلًا، إن موضوع دخول منطقة الأهرامات من البوابة الجديدة بطريق الفيوم؛ وتطوير المنطقة وتحسين الخدمات بها والحفاظ على البيئة أمر نتفق عليه جميعا ولا يختلف عليه أحد.
الخطأ منذ البداية
وتابع البطوطي في تصريحات لـ نيوز رووم، ولكن السؤال هو كيف؟ ومن يقوم بذلك؟، وأقول إن تعاقد الحكومة المصرية مع شركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات الترفيهية، التابعة للسيد نجيب ساويرس، وهو التعاقد الذي تم في عهد الدكتور خالد العناني وزير السياحة الأسبق والدكتور مصطفى وزيري رئيس المجلس الأعلى للآثار السابق، ليس محمودًا ولا توجد به شفافية أو دراسات جدوى شاملة.
لا لاحتكار المنطقة
وتابع البطوطي، مبدأ فرض الاحتكار لأي شخص أو شركة للخدمات في تلك المنطقة الحساسة جدًا أمر مرفوض، علاوة على أن الأمور تسير بالبركة على ما يبدو ولا يوجد تنسيق بين الجهات من ناحية وبين الفئات المعنية بالتشغيل مثل شركات السياحة والمرشدين السياحيين وأصحاب المصلحة والسكان المحليين من ناحية أخرى.
وأضاف، هناك التباس وتناقض كبير وعدم شفافية بخصوص الحفاظ على البيئة والمنطقة الأثرية، التي تحظى بخصوصية واهتمام عالمي، وترك الحبل على الغارب للشركة الخاصة المتعاقد معها لاحتكار جميع الخدمات بالمنطقة، من مطاعم وكافيتريات واستراحات بأسعار يشوبها الاستغلال، ولمست ذلك بنفسي عند زيارتي للمنطقة من أسعار مشروبات مبالغ فيها جدًا على حد قوله.
وتساءل البطوطي، هل تلك المطاعم والكافيتريات متصلة بشبكة صرف صحي؟ وهل الحفلات والمهرجانات التي يتم تنظيمها بحرم المنطقة تراعي البيئة أم لا؟ وقبل كل ذلك، هل ما نقوم به يراعي مصالح السكان المحليين بالمنطقة لكي يكون متوافقا مع مبادئ الاستدامة؟
السكان المحليين
وقال: «شخصيا عندما تُعرض عليّ دراسة أو خطة لتقييمها، أنظر أولاإى، هل مصالح السكان المحليين ستتأثر سلبًا؟ أم أيجابًا؟، ولو أن هناك تأثير سلبي عليهم لا أكمل قراءة التفاصيل وأرفضها، وما يتم حاليًا يدعونا جميعًا إلى مراجعة شاملة فورية لتلك الأمور، ولا بد أن نعلم جميعا أن التأثير السلبي على السكان المحليين وعلى لقمة عيش الناس خاصة أصحاب الخيول والجمال ورعاية أسرهم ودوابهم، أمر مرفوض وينافي أدنى مبادئ الاستدامة.
وأضاف أن الحناطير موجودة في أماكن كثيرة من العالم ويتم دعمها كي تكون بمستوى جيد، وهي من المظاهر الجميلة للحفاظ على التراث المحلي، والجِمال من السمات الهامة للأهرامات لا يمكن تجاهلها بل مطلوب فقط تنظيم الأمور ودعم التغذية والرعاية البيطرية لها، أما حجة أنهم يستغلون السائح ويسيئون لوجه مصر الحضاري فهي حجة مرفوضة، ومن واجبنا أن نحافظ على أرزاق هؤلاء الناس وتنظيم عملهم من خلال إشراف وتعاون من المحافظة ووزارة السياحة والآثار، ووضع خطة عمل تتضمن المسارات والأسعار، والتراضي معهم بإشراكهم في إعدادها وعدم تجاهلهم وواعتماد طريقة الإجبار في كل شيء يخصهم.