عاجل

رئيس استخبارات الجيش اللبناني متهم بتسريب أسرار عسكرية لحزب الله

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

اتُهم ضابط رفيع المستوى في الاستخبارات العسكرية اللبنانية بتسريب معلومات أمنية حساسة لحزب الله، مما قد يعرض وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل ولبنان للخطر.

وبحسب تقارير استخباراتية أطلعت عليها صحيفة صنداي تايمز، يُزعم أن سهيل بهيج غرب، رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان، قدم لحزب الله بيانات سرية من غرفة تحكم أمنية تديرها الولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

خرق في لحظة حرجة

تأتي الاتهامات ضد غرب في ظل تصاعد التوترات في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، والتي تصاعدت ردًا على الهجمات الصاروخية التي شنتها الجماعة دعماً لحماس في غزة.

كان وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا في نوفمبر الماضي يتطلب من حزب الله وقف العمليات العسكرية جنوب نهر الليطاني، مع وضع مسؤولية الأمن في المنطقة على عاتق القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. 

في المقابل، كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول موعد نهائي محدد.

ومع ذلك، أرجأت القوات الإسرائيلية انسحابها، مشيرة إلى مخاوف بشأن قدرة الجيش اللبناني على فرض شروط وقف إطلاق النار. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه سيبقى في جنوب لبنان حتى ينفذ لبنان الهدنة بالكامل، محذرا من أنه سيفرض الامتثال "بقبضة من حديد".

تقرير استخباراتي يثير المخاوف

ووفقا لوثيقة استخباراتية أطلعت عليها صحيفة التايمز، فإن غرب هو أحد الضباط اللبنانيين الذين قدموا لحزب الله تحذيرات مسبقة بشأن الغارات والدوريات، مما يسمح للمجموعة بالتهرب من الكشف وإخفاء الأسلحة. 

وسلطت الوثيقة الضوء أيضًا على القضية الأوسع نطاقًا المتمثلة في ترسيخ حزب الله العميق داخل الهياكل العسكرية والسياسية في لبنان، مما يثير المخاوف بشأن قدرة القوات المسلحة اللبنانية على فرض سيطرتها على معاقل حزب الله في الجنوب.

وقالت "التايمز" إن مصدر أمني إقليمي قد صرح أنه في حين صادر الجيش اللبناني بعض مخزونات الأسلحة امتثالاً لشروط وقف إطلاق النار، فإن التسريبات من غرب وضباط آخرين سمحت لحزب الله بالحفاظ على وجوده بالقرب من الحدود الإسرائيلية. 

ولم يعلق الجيش اللبناني ولا قوات اليونيفيل رسميا على هذه التقارير.

نفوذ حزب الله في الجيش

ورد أن غرب، وهو مسلم شيعي يقيم جنوب لبنان، قد سُمح له بالوصول إلى غرفة التحكم الأمني ​​الدولية بإصرار من وفيق صفا، أحد كبار قادة حزب الله الذي يشرف على أنشطة التنسيق والاتصال للمجموعة. 

كان صفا، الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في بيروت أكتوبر الماضي، فعالا في الاستراتيجية العسكرية لحزب الله وسط الصراع الدائر بين الحزب  وإسرائيل.

من جانبه، أشار هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت لصحيفة التايمز، إلى أن العديد من ضباط الجيش اللبناني يتعاونون مع حزب الله، على الرغم من علاقات الجيش اللبناني بالحكومات الغربية. 

وأكد خشان أنه في حين قد يكافح حزب الله للحفاظ على وجود عسكري مرئي جنوب نهر الليطاني، فإن ترسيخ الجماعة السياسي في لبنان يظل قوتها الأساسية.

أوضح خشان "إن بقاء حزب الله لا يتوقف على وجوده العسكري في الجنوب، بل على الحفاظ على المكاسب التي حققها في النظام السياسي اللبناني على مدى العقود الثلاثة الماضية". 

وتوقع خشان أن إسرائيل من غير المرجح أن تجبر عملاء حزب الله على الانتقال إلى شمال الليطاني، نظراً لوجودهم المحلي العميق في المنطقة.

في الوقت نفسه، اتهم حزب الله إسرائيل بتأخير انسحابها عمداً إلى ما بعد الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الذي يبلغ 60 يوماً. وردًا على هذه التوترات، أكد البيت الأبيض، أمس الأحد، أن الطرفين اتفقا على تمديد الموعد النهائي للانسحاب حتى 18 فبراير.

ورغم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى استقرار المنطقة، فقد صرح المسؤول الأممي الأعلى في لبنان ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بأن الظروف ليست مناسبة بعد للعودة الآمنة للمدنيين اللبنانيين إلى القرى الحدودية. 

وجاء في بيانهما: "لم يتم الوفاء بالجداول الزمنية المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار"، مما يؤكد على الحالة الهشة للسلام في المنطقة.

تم نسخ الرابط