محمد العالم : زيارة «ماكرون» لمصر كانت استراتيجية بامتياز (فيديو)
أكد محمد العالم، المتخصص في الشأن الأمريكي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر كان لها تأثير كبير على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إلغاء المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عقب زيارة ماكرون لمصر يعد مؤشرًا واضحًا على توتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو حول بعض القضايا الحساسة.
وأوضح العالم، في مداخلة عبر تطبيق "سكايب" مع الإعلامية بسمة وهبة مقدمة برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، أن وسائل الإعلام الأمريكية ربطت هذا التغيير في التوجهات بالعلاقة المتوترة بين الجانبين حول عدة مسائل، أبرزها الوضع في قطاع غزة وسوريا، منوهًا إلى أن الضغط الدولي على الولايات المتحدة فيما يتعلق بسياساتها تجاه إسرائيل بات واضحًا، وهو ما بدأ يظهر في الإعلام الأمريكي الذي بدأ يلاحظ تغيرات ملموسة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.
رسالة دعم قوية لمصر
أوضح العالم أن زيارة ماكرون لمصر كانت استراتيجية بامتياز، حيث اختار العريش، وهي منطقة قريبة من قطاع غزة، لتكون جزءًا من جولته، وتعد هذه الزيارة رسالة قوية تدعم المواقف المصرية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بجهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة ومنحها دورًا أكبر في منع التهجير القسري، قائلاً: "زيارة العريش كانت بمثابة رسالة واضحة بأن الهدف ليس فقط مواجهة المقاومة الفلسطينية، بل تدمير القطاع بالكامل."
وذكر أن الزيارة كان لها أثر كبير على السياسة الدولية، حيث أكدت فرنسا على دعمها لجهود مصر في التصدي لممارسات إسرائيل في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعتبر دعماً قوياً للموقف المصري على الساحة الدولية.
الضغط الأوروبي يتزايد
وأشار العالم إلى أن الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، تشهد حالة من الضغط الشعبي والبرلماني لدعم الموقف المصري، خاصة فيما يتعلق بوقف القصف الإسرائيلي في غزة، لافتًا إلى أن هذا الضغط الشعبي في أوروبا يعكس التوجه العام الذي يعارض بشدة ممارسات إسرائيل في القطاع، ويعزز من التوجهات الداعمة لمصر في مواجهتها للتهديدات الإسرائيلية المستمرة.
وأوضح أن المواقف الأوروبية تأتي في سياق ضغوط متزايدة على إسرائيل من قبل الرأي العام العالمي، الذي بدأ ينتقد بشدة العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة، هذا الموقف يعكس تغيرًا في الوعي العام في أوروبا ويدعم بشكل غير مباشر الجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية.
مواقف دولية جديدة
ختم العالم حديثه بالتأكيد على أن زيارة ماكرون إلى مصر وتحديدًا إلى العريش قد كانت حدثًا استراتيجيًا على مستوى السياسة الدولية، حيث أعطت رسالة قوية بأن فرنسا تتبنى مواقف تدعم المواقف المصرية في القضايا الإقليمية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف أن هذا النوع من الدعم الدولي يُعد تعزيزًا لمواقف مصر في مواجهة الضغوط المتزايدة من إسرائيل، ويعكس تحولًا في السياسة الدولية من تأييد غير مشروط لإسرائيل إلى دعم أكبر للمواقف المصرية الداعية إلى وقف إطلاق النار وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
