هل يستهدف ترامب المنشآت النووية الإيرانية؟.. أستاذ علوم سياسة يوضح

تناول أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد الشحات، التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي حذر فيها من "عواقب وخيمة" إذا لم تلحق إيران بطاولة المفاوضات.
وأوضح الشحات أن هذه العواقب يمكن فهمها عبر شقين رئيسيين: العسكري والاقتصادي، مشيرًا إلى أن واشنطن قد تلجأ إلى كليهما بشكل متوازن لتحقيق أهداف
الضغوط الاقتصادية
وأشار الشحات، خلال مدخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الضغوط الاقتصادية سلاح أمريكي فعّال على الأزمة الاقتصادية الإيرانية المتصاعدة، والتي تفاقمت بسبب العقوبات الأمريكية، حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى نحو 1.35 مليون ريال إيراني، مما أدى إلى تدهور غير مسبوق في القوة الشرائية وارتفاع معدلات التضخم في إيران.
وأوضح أن ترامب قد يعتمد على هذا المسار لاستثارة الاحتقان الداخلي ضد نظام “الملالي"، مستذكرًا احتجاجات 2019 التي رفعت شعارات مثل " سقوط خامنئي"، موضحا أن الضغوط الاقتصادية أداة ضغط أمريكية تقليدية لكنها قد تكون كافية لزعزعة الاستقرار الداخلي لو استمرت.
الخيار العسكري
على الجانب الآخر، استبعد الشحات في المدى القريب احتمالية توجه ترامب تحت ضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية ، موضحًا أن أي هجوم عسكري مباشر سيكون له تداعيات إقليمية وعالمية واسعة، خاصة مع وجود "34 منشأة نووية إيرانية" معروفة، بالإضافة إلى شبكة صواريخ باليستية وأنظمة دفاع جوي متطورة.
وتابع أنه في ظل تصاعد الخطاب الأمريكي المناهض لإيران، تواصل طهران تعزيز برنامجها النووي، وأن إيران ليست العراق أو أفغانستان فهي لديها قدرات ردع قادرة على زعزعة أمن إسرائيل ومصالح أمريكا في المنطقة.
وشدد علي أن طهران قد ترد عبر حلفائها في "جبهات المساندة" مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قد تتبع سياسة المسارين المتوازيين عبر:
1. تصعيد العقوبات لدفع الشارع الإيراني إلى مزيد من الاحتجاجات.
2. ضربات عسكرية محدودة تستهدف البنية التحتية العسكرية دون المفاعلات النووية لتجنب حرب شاملة.
كما توقع أن تعمل واشنطن على حشد المجتمع الدولي لفرض عقوبات أوسع، مع استغلال وجود قوات مثل حرس الازدهار في البحر الأحمر لتشكيل تحالفات إقليمية ضد طهران.
وأختتم الشحات حديثه أن إيران تمتلك أوراق ضغط قوية مما يجعل الحرب الخيار الأقل ترجيحًا، لكنه حذر من أن فشل المفاوضات قد يفتح الباب أمام موجة تصعيد غير مسبوقة تكون نتيجتها إما تفكك النظام الإيراني تحت الضغط الاقتصادي، أو حرب إقليمية تورط جميع الأطراف مما يجعل المشهد السياسي في المنطقة على حافة موجة جديدة من عدم الاستقرار.