أشرف سنجر: تحذيرات ترامب من فشل المفاوضات مع إيران يعكس تباين للمواقف الدولية

أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن التحذير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فشل المفاوضات مع إيران، يعكس حالة من التوتر المتصاعد في الملف النووي الإيراني، كما يكشف عن تباين كبير في مواقف القوى الدولية حول كيفية التعامل مع طهران.
وجاءت تصريحات سنجر خلال مداخلة هاتفية عبر تطبيق "زووم" على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث قدم قراءة تحليلية للأبعاد السياسية والدولية الكامنة خلف تلك التصريحات المثيرة للجدل.
إيران تريد ضمانات لا تهديدات
وأوضح سنجر، أن التحذيرات التي أطلقها ترامب ليست محل ترحيب من طهران، التي ترى أن لغة التهديد لم تعد فعَالة في كبح طموحاتها النووية أو التأثير على موقفها التفاوضي.
وأشار إلى أن إيران تطالب بضمانات حقيقية، وليس مجرد تصريحات سياسية قد تتغير مع تغير الإدارات الأمريكية، وهي بذلك تتقاطع في رؤيتها مع كل من روسيا والصين، اللتين تدعوان إلى مقاربة أكثر مرونة وواقعية تحفظ حقوق إيران وتحول دون التصعيد العسكري.
دعوات إسرائيلية للتحريض
وفي المقابل، أشار سنجر إلى أن الموقف الإسرائيلي يختلف جذريًا، إذ يسعى إلى دفع الولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، معتبرًا أن طهران تمثل تهديدًا وجوديًا لأمن إسرائيل.
وأضاف أن هذه الرؤية التحريضية تضع إدارة البيت الأبيض تحت ضغط داخلي وخارجي متزايد، وتجعل من مسار التفاوض أكثر تعقيدًا، وأكد أن تصريحات ترامب الأخيرة تأتي في هذا السياق، كنوع من التهدئة لإسرائيل من جهة، ورسالة ضغط لإيران من جهة أخرى.
استهداف إيران عسكريًا
وأشار خبير السياسات الدولية إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب، ورغم لهجته التحذيرية، أوضح في لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن توجيه ضربة عسكرية لإيران "ليس مطروحًا في المرحلة الحالية"، مما يعكس وجود توجه سياسي نحو إعطاء فرصة للمفاوضات، بدلًا من التورط في صراع قد يُشعل المنطقة، لافتًا إلى أن هذا الموقف يعكس رغبة واشنطن في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها داخليًا.
وبيّن سنجر أن إيران، ورغم استمرارها في تطوير برنامجها النووي، فإنها لا ترفض الحلول الدبلوماسية، بل تسعى إلى مفاوضات مباشرة مع واشنطن تضمن لها تحقيق مصالحها دون التصعيد، فضًلا عن أن طهران باتت تدرك أهمية التفاوض كوسيلة لإدارة الأزمة، لكنها في الوقت ذاته تسعى للحصول على اتفاق يراعي مصالحها الاقتصادية والأمنية، ويمنع أي تراجع أمريكي مفاجئ كما حدث بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018.

الملف النووي الإيراني
واختتم الدكتور أشرف سنجر، بالتأكيد على أن المفاوضات بين إيران والغرب تمر بمنعطف حساس، حيث تتداخل فيه الحسابات السياسية بالضغوط الإقليمية والدولية، مشددًا على أن التهدئة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الردع والدبلوماسية، وأن استمرار التهديدات دون خطوات جادة نحو الحل قد يعيد المنطقة إلى حافة المواجهة، وهو ما يجب أن تتجنبه كافة الأطراف لصالح الأمن والاستقرار الدولي.