عاجل

«تراجع أم انهيار»؟ الرسوم الجمركية الأمريكية ومستقبل الذكاء الاصطناعي

فتحت الرسوم الجمركية الأمريكية أبواب الحرب الاقتصادية العالمية، وفي ظل التوقعات السلبية بانهيار العديد من الصناعات، يتسائل البعض حول تأثير رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مستقبل صناعة الذكاء الاصطناعي. 

وفي تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، يجيب سكوت روزنبرج، مدير تحرير قسم التكنولوجيا على سؤال مهم، وهو لماذا تُعد الرسوم الجمركية بمثابة حجر عثرة في طريق صناعة الذكاء الاصطناعي؟

 

الرسوم الجمركية الأمريكية والذكاء الاصطناعي

تنبأ روزنبرج، بأن الرسوم الجمركية الهائلة التي فرضها الرئيس ترامب، ربما تكون السبب في تباطوؤ صناعة الذكاء الاصطناعي أو حتى انهياره، إذ تدخل موجة الاستثمار في تلك الصناعة، التي استمرت عامين ونصف العام، على دخول مرحلة جديدة من الاضطراب.

وبالرغم من دعم جهات فاعلة رئيسية في تلك الصناعة لترامب بعد فوزه في الانتخابات، يرى الكثيرون منهم بأن جوهر سياسته الاقتصادية تضر بمصالحهم في الوقت الراهن. والسبب ببساطة، أن شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة تحتاج إلى بيانات وطاقة رخيصة لمواصلة بناء نماذج أكبر، وإلى أموال طائلة لتغطية تكاليف كل ذلك.

<span style=
الرسوم الجمركية الأمريكية والذكاء الاصطناعي

وفي غضون التقدم الكبير في صناعة الذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء، بأنه في ظل عصر الحرب التجارية الذي بدأته رسوم ترامب الجمركية، سيتحرك رأس المال بحذر أكبر، وسيتباطأ النمو أو يتلاشى. خاصة وأنه لطالما اعتُبر تدفق المليارات على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية لها رهانًا كبيرًا على تقنية مبهرة لم تُثبت بعد جدواها التجارية الواسعة.

يُجدر بالذكر هنا، أن الأشهر الأخيرة شهدت موجة هائلة من الصفقات بعشرات المليارات من الدولارات - بدءًا من أحدث جولة استثمارية لشركة OpenAI ومشروع Stargate وصولًا إلى أحدث حملة تمويلية لإيلون ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي - استنادًا إلى توقعات بنمو غير مسبوق في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.

 

تشكيك في صناعة الذكاء الاصطناعي أو انهيارها 

في العام الماضي، بدأ بعض المحللين يُشككون في جدوى "حرق" النقد في هذه الصناعة. وبالطبع، في عالم ما بعد التعريفات الجمركية الجديد، نتوقع أن يترقب المزيد من المستثمرين الوضع بدلًا من إهدار المزيد من المليارات.

وفي غضون ذلك، سيتعين على شركات الذكاء الاصطناعي التي تواجه تحديًا جديدًا لزيادة الإيرادات أن تفعل ذلك في سوق يعاني، أو حتى في حالة ركود.

وبحسب "أكسيوس"، فإن أفضل سيناريو لشركات الذكاء الاصطناعي هو أن تزدهر منتجاتها مع سعي العملاء الباحثين عن التوفير في ظل الركود الاقتصادي إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وبذل الجهود لخفض التكاليف. ولكي ينجح ذلك، سيتعين على الذكاء الاصطناعي الوفاء بهذا الوعد على نطاق أوسع بكثير مما حققه حتى الآن في عدد قليل من المجالات مثل تطوير البرمجيات وخدمة العملاء.

<span style=
الرسوم الجمركية الأمريكية والذكاء الاصطناعي

المؤيدين لرسوم ترامب 

يرى بعض مؤيدي "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" الذكاء الاصطناعي لاعبًا رئيسيًا في مشروعهم لاستعادة عصر ازدهار التصنيع المحلي الأمريكي. إذ وصف وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، هذه الرؤية في برنامج "واجه الأمة" على قناة سي بي إس يوم الأحد الماضي.

وصرح: "جيش من ملايين البشر الذين يُثبتون براغي صغيرة جدًا لصنع هواتف آيفون - هذا النوع من الأشياء سيأتي إلى أمريكا. والحرفيون الأمريكيون، سيُصلحونها ويعملون عليها. سيكون هناك ميكانيكيون، وسيكون هناك متخصصون في التدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وسيكون هناك كهربائيون."

وأضاف: "الحرفيون الأمريكيون، أيها الأمريكيون المتعلمون في المدارس الثانوية، وهم جوهر قوتنا العاملة، سيشهدون أكبر انتعاش في تاريخ أمريكا للوظائف للعمل في هذه المصانع عالية التقنية."

لوتنيك ليس واضحًا تمامًا هنا. لكن يبدو أنه يقول إن تصنيع هواتف آيفون سينتقل إلى الولايات المتحدة وهو ما ردده الرئيس الأمريكي نفسه في الساعات القليلة الماضية. 

ووفقًا لهذا يعتقد الرئيس الأمريكي ووزير تجارته، أنه في المستقبل، لن يعمل الأمريكيون في المصانع مثل أسلافهم الصينيين الذين كانوا يُثبتون كل تلك البراغي الصغيرة؛ بل سيعملون في المصانع، يبنونها ويصونها. 

وفقًا روزنبرج، حتى لو تم تجاهل ما يقوله خبراء آبل حول استحالة تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة دون مضاعفة أسعارها ثلاثة أضعاف. ولكن هذا السيناريو بعيد كل البعد عن الواقع الأمريكي. والاحتمال الأكثر ترجيحًا هو تباطؤ اقتصادي واسع النطاق، مع غرق صناعة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب بقية الاقتصاد الأمريكي، في حالة من الركود والخوف.

مستقبل الذكاء الاصطناعي

فإن صدمة التضخم الناجمة عن الرسوم الجمركية، أو الركود الناجم عن الحرب التجارية، أو كليهما معًا، من شأنه أن يُحد بشكل جذري من فرص نمو شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، ويُقلص الأموال المُخصصة لأبحاث الذكاء الاصطناعي.

في الواقع، تمتلك أكبر الشركات - مايكروسوفت، وجوجل، وآبل، وميتا - تدفقات نقدية واحتياطيات كافية لتجاوز هذه العاصفة. لكن الأمر يختلف بالنسبة لبقية صناعة الذكاء الاصطناعي.

تم نسخ الرابط