بعد واقعة فتاة المترو| واعظة: حريتك ليست مطلقة ولا تناقض احترامك للكبير (خاص)
تصدرت واقعة فتاة المترو والمسن، التريند بين مؤيد ومعارض، ووسط المشاحنات والتعصب برزت قضية الحوار وآدابه، واحترام الكبير، والحاجة الماسة لاستعادتهما، فهل أصبحنا نفتقد لغة الحوار وآدابه في مجتمعنا؟
واقعة فتاة المترو والمسن
قالت الدكتورة راوية خليل الواعظة بوزارة الأوقاف، إن من بين السمات الأخلاقية التي يجب أن نتحلي بها صفة أدب الحوار، حيث أصبحت شهوة الكلام هي المسيطرة على كثير من اللقاءات فالجميع يتحدث دون مراعاة، لافتة إلى أن القرآن الكريم حثنا وبين لنا أهمية الحوار وآدابه حيث قوله تعالى:«فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ» [الكهف: 34]، وفي قوله: «وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا» [المجادلة: 1].
وأوضحت أن للحوار أهمية كبيرة في حياتنا فهو يدل على حسن خلق ورقي صاحبه ويميزه بمدى حكمته سواء في دعوته أو كلماته حيث قال الله تعالى : «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»[النحل: 125]، لافتة إلى أن القرآن الكريم ذكر لنا العديد من المواقف عن أهمية الحوار وآدابه حيث قوله تعالى: «إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ» [البقرة: 258].
وفي السنة النبوية العديد من المواقف لتبين لنا وترشدنا عن آداب الحوار حيث مواقف رسولنا الكريم مع المشركين ولما حاور عتبة بن ربيعة، وقال: قل يا أبا الوليد أسمع؟ وانتهت بأن مضى عتبة فزعًا مما سمع.
كذلك لما جاءه ضمام بن ثعلبة وافداً إليه ﷺ دخل المسجد وقال: أيكم محمد؟ فقال الصحابة: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال: يابن عبد المطلب: قال النبي ﷺ: قد أجبتك، قال: إني سائلٌ فمشددٌ عليك في المسألة فلا تجد عليَّ في نفسك، قال: اسأل ما بدا لك، قال: يا محمد! أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماء وبسط الأرض ونصب الجبال أألله أرسلك؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك أألله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك أألله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك أألله أمرك بهذا؟ وسأله عن الحج، فلما ولى قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن [رواه البخاري: 63، ومسلم: 111].
الحرية واحترام الكبير من المبادئ التي دعت إليها الأديان في الأماكن العامة
وتابعت: الحرية واحترام الكبير من المبادئ التي دعت إليها الأديان في الأماكن العامة، وفي ظل وجود مقاعد خاصة بالسيدات حتى تكون في راحة مع أقرانها، لافتة إلى أن الرجل له حق الاحترام لأن من مبادئ الإنسانية احترام الكبير وهذا ما نراه في كثير من الأماكن العامة عند دخول شخص مسن في وجود شباب يترك له المكان.
وأكدت أن الحرية ليست ضد الاحترام بل هي من أسس الاحترام أنت حر مالم تضر، لافتة إلى أن تصعيد هذا الموقف لايليق بمجتمعنا، لأن الأمر كان من الممكن أن ينتهي بكلمة بسيطة دون رفع الصوت والتعليق بكلمة «جنان»، مشددة أن توقير الكبير واحترامه من القواعد العامة في المجتمع وإن كان علا صوته فلان هذا الأمر بالنسبة له لم يألفه من قبل .




