ذعر وتحدي في بنما بعد تهديد ترامب بـ استعادة القناة

يتصارع العالم مع التوترات التي أشعلها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "استعادة" قناة بنما، حيث تجد بنما نفسها في قلب عاصفة دبلوماسية دولية، حيث أثار هذا التصريح المثير للجدل الخوف من العودة إلى دبلوماسية الزوارق الحربية، وهي الفكرة التي اعتقد الكثيرون أنها مقتصرة على التاريخ.
استفزاز ترامب ورد بنما
بحسب تقرير الجارديان، يصر المسؤولون على إظهار الشفافية والاستقلالية، حيث دحضت إيليا إسبينو دي ماروتا، نائبة مدير قناة بنما، بشكل قاطع مزاعم ترامب بشأن هيمنة الصين على القناة.

وأضافت: "القناة يديرها بنميون بنسبة 100٪. نحن كيان مستقل"، مسلطة الضوء على استقلال بنما التشغيلي وغياب السيطرة الصينية.
في غضون ذلك، أفادت تقارير أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يفكر في زيارة منطقة القناة، الأمر الذي أضاف إلى حدة الأحداث الجارية.
أضافت تعليقات روبيو، التي زعم فيها وجود تهديدات محتملة من الموانئ الخاضعة لسيطرة الصين بالقرب من القناة، وقودا إلى النار، على الرغم من تأكيدات بنما على أن التدقيق في هذه الموانئ كان مخططا له مسبقا وليس بدوافع سياسية.
ردود الفعل السياسية والسياق التاريخي
في مدينة بنما، كانت ردود الفعل على تهديدات ترامب مختلطة ولكنها موحدة إلى حد كبير في التحدي.
أعرب الرئيس السابق مارتن توريخوس، نجل الجنرال عمر توريخوس، الذي تفاوض على المعاهدات التاريخية لعام 1977 التي نقلت السيطرة على القناة إلى بنما، عن عدم تصديقه لفكرة التدخل العسكري الأميركي.
قال: "الأوقات التي كان للولايات المتحدة فيها وجود عسكري في بنما - والتي انتهت في 31 ديسمبر 1999"، رافضًا إمكانية العودة إلى تلك الأيام.
انتقد توريخوس، إلى جانب زعماء سياسيين آخرين، الإدارة الحالية لفشلها في منع إدراج بنما في خطاب ترامب. وحذر المحلل السياسي دانيلو تورو من أن بنما تخاطر بتفاقم التوترات إذا لم تتحرك بحزم لمواجهة هذا السرد.
تاريخ أمة محفوف بالمخاطر
إن تاريخ بنما مع التدخل الأمريكي يلوح في الأفق، وخاصة الأحداث المؤلمة لغزو عام 1989 الذي أطاح بالدكتاتور مانويل نورييغا. وقد تم تسليط الضوء على هذه الذاكرة الجماعية عندما أعادت تعليقات ترامب إشعال المخاوف من تدخل الولايات المتحدة.
بالنسبة للبنميين مثل باولا رودريجيز، التي قُتل والدها أثناء الغزو، فإن هذه التهديدات تبدو وكأنها أصداء لماض مؤلم.
ومع ذلك، وسط التوتر، أعرب بعض البنميين عن دعمهم لترامب. فقد حافظ ماير ميزراحي، عمدة مدينة بنما، على وجهة نظر متفائلة، حيث رأى أن تركيز ترامب على القناة يمثل فرصة للحوار.
لكن ميزراحي أكد أيضا أن بنما لن تستسلم لهيمنة الولايات المتحدة، قائلا: "لن نكون أبدا الولاية رقم 51".

التداعيات الاقتصادية والمناورات الاستراتيجية
بعيدا عن الخطاب، فإن المخاطر الاقتصادية عالية. فحكومة بنما، تحت إشراف المراقب العام أنيل فلوريس، تجري عمليات تدقيق على الموانئ التي تديرها الصين، وهي الخطوة التي يتكهن المنتقدون بأنها قد تهدف إلى استرضاء الولايات المتحدة.
يحذر المتشككون مثل لينا فيجا آباد من منظمة الشفافية الدولية من أن أي محاولة لحرمان هذه الشركات من امتيازاتها تتطلب أدلة قوية، لأنها قد تخاطر بتنفير المستثمرين الأجانب.
كما يشير المحللون، قد تعتمد استراتيجية بنما على موازنة مطالب الولايات المتحدة بسيادتها، وهو عمل دقيق في مناخ جيوسياسي متزايد الاستقطاب.