ما حكم قتل الكلاب والقطط الضالة؟.. دار الإفتاء توضح

مع انتشار الحيوانات الضالة في الشوارع، وخاصة الكلاب والقطط، تتزايد التساؤلات حول الحكم الشرعي في التعامل مع هذه الحيوانات، وخصوصًا مسألة القتل أو التخلص منها، سواء من باب الحماية أو الحد من انتشارها. فهل يجوز شرعًا قتل الكلاب والقطط الضالة؟ ومتى يكون ذلك جائزًا؟
هل يجوز شرعًا قتل الكلاب والقطط الضالة؟
أكدت دار الإفتاء أن الإسلام دين رحمة، وقد أوصى بالرفق بالحيوان، ونهى عن تعذيبه أو إيذائه بغير سبب مشروع. ومع ذلك، فرّقت الإفتاء بين الحيوان المؤذي وغيره، وقالت إن قتل الحيوان جائز فقط في حال ثبوت أذيته وخطورته على الإنسان، وكان لا يمكن دفع هذا الأذى إلا بالقتل.
واستندت دار الإفتاء في هذا إلى الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“خمس فواسق يُقتلن في الحل والحرم: الحية، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحديا” (رواه البخاري ومسلم).
وقد فُسِّر الكلب العقور بأنه الكلب المؤذي الذي يهاجم الناس أو يُعرض حياتهم للخطر.
الكلاب الضالة.. متى يجوز قتلها؟
أوضحت الإفتاء أن قتل الكلاب الضالة لا يجوز مطلقًا لمجرد وجودها في الشوارع، بل يجب أن تكون هناك ضرورة حقيقية، مثل:
• مهاجمة الناس أو الأطفال.
• تهديد الأمن العام أو نشر الأمراض.
• عدم وجود وسيلة أخرى فعالة وآمنة للسيطرة عليها.
وفي غير هذه الحالات، يجب اللجوء إلى وسائل رحيمة للسيطرة عليها، مثل الإمساك بها وإيواؤها أو تعقيمها.
القطط الضالة:.. لا تُقتل مطلقًا
فيما يخص القطط، أكدت دار الإفتاء أن القطط بطبعها ليست مؤذية، ولا يجوز قتلها تحت أي ظرف، إلا إذا ثبت يقينًا أنها مريضة مرضًا خطيرًا ومعديًا، ولا يمكن علاجها، وكان بقاؤها يُهدد حياة الناس أو يسبب أذى حقيقيًّا. وحتى في هذه الحالة، يجب أن يكون القتل بطريقة رحيمة وخالية من التعذيب.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاقب امرأة دخلت النار بسبب حبسها لقطة حتى ماتت، وقال:“دخلت امرأة النار في هِرّة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض” (رواه البخاري).
البدائل الشرعية: الرحمة أولًا
شددت دار الإفتاء والعلماء على أن الرفق بالحيوان واجب شرعي، وأن قتل الحيوان ينبغي أن يكون آخر الحلول، وبعد استنفاد كل الوسائل الرحيمة الأخرى مثل:
• التعقيم للحد من التكاثر.
• إيواء الحيوانات في مراكز متخصصة.
• إطلاق حملات توعية ضد إيذاء الحيوان.
وشددت على أن قتل الكلاب والقطط الضالة ليس أمرًا جائزًا على إطلاقه، بل هو مقيّد بالضرر والخطر الحقيقي، ويجب أن يسبقه محاولة دفع الأذى بوسائل رحيمة. فالإسلام دين رحمة، وقد أوصى بالحيوان كما أوصى بالإنسان، وأمر بالرفق به، حتى في حال الاضطرار إلى التخلص منه.