حكم زيارة الحائض للمقابر للحائض .. تعرف على رأي دار الإفتاء

في ظل كثرة التساؤلات حول أحكام الشريعة المتعلقة بالحائض، ومن ضمن هذه التساؤلات حكم زيارة المقابر في فترة الحيض، حيث يشكل هذا الموضوع نقطة اهتمام لدى العديد من النساء اللواتي يرغبن في زيارة القبور أو تأدية بعض العبادات في هذه الفترة. وقد تباينت آراء الفقهاء في هذا الموضوع، 

حكم زيارة المقابر للحائض

من خلال الاطلاع على مختلف المذاهب الفقهية، نجد أن آراء العلماء في مسألة زيارة المقابر أثناء الحيض تختلف. في المذهب الحنفي، لا يُعتبر أمر زيارة المقابر للحائض محرمًا، إذ إن الحيض لا يؤثر على قدرة المرأة في زيارة القبور أو الدعاء للموتى. فبناءً على ذلك، يمكن للحائض زيارة المقابر بشرط أن تكون الزيارة لأغراض شرعية مثل الدعاء أو التذكر. لكن لا يجوز لها أداء الصلاة أو الطواف حول الكعبة وهي في حالة الحيض.

أما في المذهب المالكي، فقد ذهب الفقهاء إلى أنه لا يجوز للحائض دخول الأماكن التي يُشترط فيها الطهارة، مثل المساجد. لكنهم لم ينهوا عن زيارة المقابر بشكل خاص، واعتبروا أن ذلك غير محظور ما دام أن الزيارة لا تتضمن أداء الصلاة أو الطواف.

في المذهب الشافعي، يُشدد على أن الحائض يجوز لها زيارة المقابر بشرط أن لا تجلس في أماكن الصلاة، بل تقتصر الزيارة على الدعاء أو الوقوف دون الجلوس.

وفي المذهب الحنبلي، كانت الآراء متباينة، حيث سمح بعض العلماء بزيارة المقابر للحائض شريطة أن لا تكون في حالة طهارة أو تطهر للغرض الطقسي، مثل الصلاة.

2. رأي دار الإفتاء في هذه المسألة 

أصدرت دار الإفتاء  بيانًا يفصل فيه حكم زيارة المقابر للحائض، موضحة أن زيارة المقابر للحائض ليست محظورة شرعًا، وأن الحائض يمكنها زيارة القبور من أجل الدعاء وطلب المغفرة للموتى. ووفقًا لفتوى دار الإفتاء، فإن الحائض يمكنها زيارة المقابر في أي وقت من دون أن يكون ذلك مخالفًا للشرع، طالما أن الزيارة لا تشمل الصلاة أو أي عبادة تتطلب الطهارة.

كما أكدت دار الإفتاء أنه لا يوجد نص شرعي صريح يمنع المرأة الحائض من زيارة المقابر. وقد أشار البعض إلى أن الأصل في زيارة المقابر هو الدعاء، وهو أمر جائز في حال الحيض. وقد أوضحت دار الإفتاء أن الحيض لا يمنع من القيام بالأعمال التي لا تتطلب طهارة، مثل الدعاء أو التذكر، لذا يُسمح للحائض بزيارة المقابر طالما أنها لا تمارس الصلاة أو أي عبادة أخرى تتطلب الطهارة.

3. المقاصد الشرعية من زيارة المقابر

تعد زيارة المقابر في الإسلام من العبادات المستحبة، لما فيها من تذكير بالآخرة وتعزيز للجانب الروحي في حياة المسلم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة” (رواه مسلم). وبالتالي، يعتبر الكثير من العلماء أن زيارة المقابر تهدف إلى تذكير المسلم بالموت والآخرة.

ولكن يجب أن تكون الزيارة ملتزمة بالأداب الشرعية، مثل الدعاء للميت والابتعاد عن أي أعمال قد تشوبها بدع أو ممارسة للطقوس غير المشروعة. في هذا السياق، يمكن للحائض أن تقوم بتلك الزيارة لأنها لا تؤثر على المقاصد الشرعية، بل تعزز من تذكيرها بالآخرة