عاجل

لحظة جرأة لا تنسى.. لماذا تسلقت سهير زكي الأهرامات؟|اعرف القصة

سهير زكي
سهير زكي

لم تكن مجرد جلسة تصوير ولم تكن لقطة عابرة في أرشيف قديم، بل لحظة استثنائية التقت فيها الجرأة بالفن، والتاريخ بعدسة الكاميرا، في منتصف ستينيات القرن الماضي، وقفت الفنانة سهير زكي على قمة الهرم الأكبر في مشهد لم يتكرر وصور أصبحت لاحقا واحدة من أكثر اللقطات إثارة للجدل في تاريخ الفن المصري

من هي سهير زكي؟  

ولدت سهير زكي عبد الله  في مدينة المنصورة، وتنتمي أصولها إلى صعيد مصر انتقلت في مرحلة مبكرة من حياتها إلى الإسكندرية، حيث بدأت خطواتها الأولى في عالم الرقص قبل أن تتجه إلى القاهرة لتصنع اسما لامعا في الساحة الفنية.

شاركت في برنامج «أضواء المسرح»، وقدمت عروضها في أشهر أماكن السهر آنذاك، وحققت شهرة كبيرة جعلتها من أبرز نجمات الرقص الشرقي وكانت أول راقصة تؤدي رقصاتها على أغاني أم كلثوم، في نقلة نوعية غير مسبوقة.

شاركت زكي في أكثر من 50 فيلم ما بين التمثيل والرقص، وتزوجت من المصور محمد عمارة، وبلغت ذروة شهرتها خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.

لم تقتصر شهرتها على مصر فقط، بل شاركت في مناسبات رسمية رفيعة المستوى، من بينها حفلات زفاف أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما قدمت عروضًا أمام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وشاه إيران محمد رضا بهلوي.

كما زارت موسكو بدعوة رسمية من وزير الدفاع السوفيتي الجنرال أندري غريتشكو، خلال حكم الرئيس ليونيد بريجنيف، واعتزلت الفن في أوائل التسعينيات، بعد مسيرة تُعد من الأبرز في تاريخ الرقص الشرقي.

من هو فاروق إبراهيم؟

ولد المصور فاروق إبراهيم أبو العلا في 6 أغسطس 1939، بمنطقة المناصرة بحي الموسكي بالقاهرة، حيث بدأ رحلته مع التصوير مبكرا جدا، ففي عام 1949 اصطحبه خاله، الذي كان يعمل طباعا في جريدة المصري إلى معمل التصوير.

في البداية، اقتصر عمله على تنظيف المعمل وأحواض التحميض، لكن فضوله دفعه لدخول غرفة التحميض المظلمة، حيث تعلق بعالم الصورة كان نظام التصوير في تلك الفترة يعتمد على التعاقد مع مكاتب خاصة، وكان من بينها مكتب المصور كاربو زخاري، الذي رافقه فاروق في مسيرته.

انتقل فاروق مع الجريدة إلى مقرها الجديد بشارع القصر العيني، ثم انتقل لاحقا إلى جريدة الجمهورية، ليصبح أحد أبرز المصورين الصحفيين في مصر

لماذا تسلقت سهير زكي الأهرامات؟

تعود القصة إلى عام 1966، في فترة كان فيها تسلق الأهرامات مسموحا به بشروط محددة عندما تقدم المصور فاروق إبراهيم بطلب رسمي للسلطات من أجل التقاط صور من أعلى الهرم الأكبر، على أن تكون ضمن حملة ترويج سياحي لمصر في الخارج.

وافقت الجهات المختصة بشرط أن تخدم الصور الدعاية السياحية فقط وهنا وقع الاختيار على سهير زكي التي وافقت على خوض التجربة.

سهير زكي
سهير زكي

تفاصيل التقاط الصور 

التقط الصور المصور فاروق إبراهيم في عام 1966 في قمة الهرم الأكبر بالجيزة، حيث صعدت سهير زكي بنفسها إلى قمة الهرم، في مشهد نادر، والتقطت لها صور وهي تتسلق بيديها، في مغامرة جسدت جرأة غير مسبوقة لفنانة في ذلك الزمن.

استغرقت جلسة التصوير نحو 6 ساعات، التقط خلالها ما يقرب من 140 صورة، لم ينشر منها سوى عدد محدود، ومع مرور الوقت تحولت هذه الصور إلى أيقونات فنية مثيرة للجدل.

تحولت الصور لاحقا إلى أيقونة فنية تجسد روح الستينيات، حيث كانت الجرأة جزءا من التعبير الفني، إذ لم تكن الحدود قد رسمت بعد كما هي اليوم.

وبعدها بوقت قصير، صدر القرار الرسمي في عام 1966 بمنع تسلق الأهرامات نهائيا، لتبقى صور سهير زكي واحدة من آخر الشهادات البصرية على زمن كان فيه الاقتراب من قمة الهرم ممكنا.

تم نسخ الرابط