محمد أبو داوود: عادل إمام حالة فنية فريدة لا تتكرر في تاريخ الفن المصري
استضاف برنامج «حديث القاهرة» على قناة «القاهرة والناس» الفنان والمخرج محمد أبو داوود، الذي تحدث عن الرواد الأوائل للفن المصري، وعن ملامح شخصياتهم الإنسانية والمهنية.
وأكد الفنان والمخرج محمد أبو داوود ، أنهم لم يكونوا مجرد نجوم على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، بل أصحاب رسالة حقيقية قدموا من أجلها الكثير، وتخلوا عن حياة هادئة ومستقرة مقابل تحقيق فن محترم وصناعة أجيال من الفنانين.
وقال أبو داوود إن جيل الرواد كان يحمل قيمًا مختلفة تمامًا عما نراه اليوم، فقد عاشوا الفن كحياة كاملة، ولم يسعوا وراء الأضواء أو المكاسب المادية، بل كانوا يعملون بروح جماعية، يؤمن كل واحد منهم بأن نجاح الآخر هو نجاح للجميع، وأن الفن مسؤولية أمام الجمهور والتاريخ.
ووصف أبو داوود شخصية الزعيم عادل إمام، بأنه حالة فنية استثنائية لا تتكرر كثيرًا، وأوضح أن سر تميز عادل إمام لا يعود فقط إلى قدرته على الإضحاك، بل إلى الكوميديا الواقعية التي يقدمها، والتي تعتمد على الذكاء الفني، والتقاط التفاصيل من حياة الناس اليومية، ثم تحويلها إلى مشاهد مضحكة تحمل معنى ورسالة.
وأكد أن عادل إمام لم يعتمد على «الإفيه» السريع أو الضحكة العابرة، بل كان دائمًا يشغل الجمهور بقضايا حقيقية، متابعًا: «كان بيختار موضوعات تمس الناس، وتفضل جوه الذاكرة.. يبقى المشهد مضحك لكن في نفس الوقت بيقول حاجة مهمة».
وأشار أبو داوود إلى أن اختيار الزعيم لكتاب مميزين كان عاملًا مهمًا في نجاحه واستمراره، فهو لم يعمل بمفرده، بل تعاون مع نخبة من المؤلفين الذين شاركوه الرؤية، وكانوا قادرين على صياغة نص قوي يخاطب المجتمع.
وقال إن ذلك جعل أعماله جزءًا راسخًا من وجدان الجمهور، فمن يشاهدها اليوم بعد سنوات طويلة يشعر أنها ما زالت حاضرة وقريبة.
وقدم أبو داوود عدة أمثلة، مؤكدًا أن مسرحيات مثل «شاهد ما شفش حاجة» و«الواد سيد الشغال» وأفلامًا مثل «الإرهاب والكباب» و«عمارة يعقوبيان» لم تكن مجرد أعمال ترفيهية، بل تعبيرًا عن واقع اجتماعي وسياسي، مما منحها عمقًا إضافيًا، وجعلها تمثل مرحلة كاملة في تاريخ الفن المصري.
وقال أبو داوود إن جيل الرواد، ومن بينهم عادل إمام، عاش الفن كرسالة ومسؤولية، وليس كشهرة فقط، وأن احترام الجمهور كان بوصلتهم الأولى والأخيرة، وهو ما يفسر استمرار تأثيرهم حتى اليوم.