أسباب مرض الصدفية وأنواعه وطرق العلاج

يعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يتميز هذا المرض بظهور بقع حمراء متقشرة على الجلد، وقد تكون مصحوبة بحكة أو ألم.
ويعتبر مرض الصدفية من الأمراض التي تتفاوت شدتها من شخص لآخر، حيث يمكن أن تكون الأعراض خفيفة في بعض الحالات، بينما قد تكون شديدة ومؤثرة على نوعية الحياة في حالات أخرى.
كل ما تريد معرفته عن مرض الصدفية
في هذا التقرير، سيستعرض “نيوز روم” مرض الصدفية بشكل مفصل من خلال تعريفه، أنواعه المختلفة، أسبابه، وأحدث طرق العلاج المتاحة.
تعريف مرض الصدفية
الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تسبب التهابًا وتراكمًا سريعًا للخلايا الجلدية. في الوضع الطبيعي، يتجدد الجلد بشكل دوري بحيث يتخلص من الخلايا الميتة ويستبدلها بخلايا جديدة. ولكن في حالة مرض الصدفية، يحدث تجدد للخلايا بشكل أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى تراكم الخلايا الجديدة فوق سطح الجلد، هذا التجدد السريع يؤدي إلى تكوّن بقع حمراء متقشرة تغطيها قشرة فضية، وهي العلامة المميزة للمرض.
أنواع مرض الصدفية
هناك عدة أنواع من مرض الصدفية، وكل نوع له خصائصه الخاصة التي قد تؤثر على مناطق مختلفة من الجلد. أهم أنواع مرض الصدفية تشمل:
الصدفية القشرية (Plaque Psoriasis)
يعد هذا النوع من أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يصيب حوالي 80-90% من المصابين بالصدفية. تتشكل بقع حمراء ومقشرة على الجلد، وغالبًا ما تكون هذه البقع محاطة بحواف واضحة.
وتظهر هذه البقع في مناطق مثل المرفقين، الركبتين، فروة الرأس، وأسفل الظهر، تتكون هذه البقع من خلايا جلدية ميتة متراكمة على سطح الجلد.
صدفية الأظافر (Nail Psoriasis)
يؤثر هذا النوع على الأظافر، حيث يتسبب في تغير شكل الأظافر، ويظهر على شكل حفر صغيرة أو بقع بيضاء أو صفراء على سطح الأظافر، في بعض الحالات، قد يحدث تشقق أو تقصف للأظافر أو انفصالها عن الجلد.
الصدفية المعكوسة (Inverse Psoriasis)
تظهر الصدفية المعكوسة عادة في المناطق التي تحتك فيها البشرة ببعضها البعض، مثل الإبطين، الفخذين، الأعضاء التناسلية، وتحت الثديين، تتميز هذه الحالة بوجود بقع حمراء لامعة بدون القشور التي تظهر في الأنواع الأخرى من الصدفية.
الصدفية القطعية (Guttate Psoriasis)
يتميز هذا النوع بظهور بقع صغيرة حمراء على الجلد، تشبه قطيرات المطر، عادةً ما يحدث هذا النوع بعد الإصابة بعدوى، مثل التهاب الحلق، وقد يكون الصدفية القطعية أكثر شيوعًا في الأطفال والشباب.
الصدفية البثرية (Pustular Psoriasis)
يتسم هذا النوع بظهور بثور مليئة بالصديد على الجلد، وغالبًا ما تكون محاطة بالبشرة الحمراء المتورمة. يمكن أن يظهر هذا النوع على أجزاء معينة من الجسم مثل اليدين والقدمين، أو في جميع أنحاء الجسم.
الصدفية الذاتية (Erythrodermic Psoriasis)
يعتبر هذا النوع من الحالات النادرة والخطيرة، حيث يصيب الجسم بأكمله، مما يؤدي إلى احمرار الجلد وتقشيره بشكل واسع، يمكن أن تكون الصدفية الذاتية مهددة للحياة في بعض الحالات وتتطلب رعاية طبية فورية.
أسباب مرض الصدفية
لا يُعرف السبب الدقيق وراء الإصابة بالصدفية، ولكن يعتقد الأطباء أن هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوث المرض، وهي:
العوامل الوراثية
تعد العوامل الوراثية من العوامل المهمة في ظهور مرض الصدفية، إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالمرض، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالصدفية، وفي الواقع، تشير الدراسات إلى أن حوالي 30% من المصابين بالصدفية لديهم تاريخ عائلي للمرض.
الجهاز المناعي
الصدفية هي حالة مناعية تتمثل في خلل في جهاز المناعة، حيث يتسبب الجهاز المناعي في تحفيز خلايا الجلد للتكاثر بشكل غير طبيعي وسريع، عادةً ما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم المصابة بالأمراض، ولكن في حالة الصدفية، يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة خلايا الجلد السليمة.
العوامل البيئية
بعض العوامل البيئية يمكن أن تحفز ظهور المرض أو تؤدي إلى تفاقم الأعراض، وتشمل هذه العوامل:
- الإجهاد النفسي: يعتبر الإجهاد من العوامل المحفزة لتفاقم مرض الصدفية.
- الإصابات الجلدية: الجروح، الحروق، أو العدوى الجلدية قد تحفز ظهور الصدفية في المناطق المصابة.
- التدخين والكحول: يمكن أن يؤدي التدخين وتناول الكحول إلى تفاقم حالة الصدفية.
- الطقس البارد والجاف: يمكن أن يؤدي الطقس البارد والجاف إلى جفاف الجلد وزيادة الأعراض.
طرق علاج مرض الصدفية
على الرغم من أن مرض الصدفية لا يمكن شفاؤه بشكل كامل، إلا أن هناك العديد من العلاجات التي تساعد في السيطرة على الأعراض وتخفيف الالتهاب، تتنوع طرق العلاج بين الأدوية الموضعية، العلاجات الطبيعية، والعلاج بالأدوية الجهازية، إليك أبرز طرق العلاج المتاحة:
العلاجات الموضعية
- الكورتيكوستيرويدات: تعتبر الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون من العلاجات الموضعية الفعّالة في تقليل الالتهاب وتهدئة الجلد المصاب.
- المرطبات: تساعد المرطبات في الحفاظ على رطوبة الجلد وتقليل الحكة والجفاف الناتج عن الصدفية.
- الفيتامين د: يعد استخدام كريمات تحتوي على فيتامين د مفيدًا في علاج الصدفية، حيث يساهم في تقليل نمو خلايا الجلد.
- العلاج بالقطران: يتم استخدام مواد تحتوي على القطران الأسود في علاج الصدفية، حيث يساعد في تقليل القشور والتقليل من الالتهابات.
العلاجات الضوئية
يتم استخدام العلاج بالضوء، حيث يتم تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية (UV) تحت إشراف طبي. يساعد هذا العلاج في تقليل نشاط الجهاز المناعي المسبب للمرض.
العلاجات الجهازية
في الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية جهازية مثل:
- الأدوية البيولوجية: تعمل هذه الأدوية على تثبيط التفاعلات المناعية التي تؤدي إلى ظهور الصدفية.
- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل الميثوتريكسات، التي تساعد في تقليل التفاعل المناعي وتحسين الأعراض.
- الأدوية المضادة للفطريات: تستخدم في حال وجود عدوى فطرية تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
العلاجات الطبيعية
هناك العديد من العلاجات الطبيعية التي قد تساعد في التخفيف من أعراض الصدفية، مثل:
- زيت الزيتون: يمكن استخدام زيت الزيتون لترطيب الجلد وتخفيف الحكة.
- الأعشاب: بعض الأعشاب مثل الألوفيرا قد تساهم في تهدئة الجلد وتقليل الالتهاب.
- حمامات الشوفان: يمكن أن تساعد حمامات الشوفان في تقليل الحكة وتهدئة الجلد.
مرض الصدفية هو مرض جلدي مزمن يؤثر على الكثير من الأشخاص حول العالم، رغم أن مرض الصدفية ليس له علاج نهائي، إلا أن هناك العديد من العلاجات الفعّالة التي تساعد في السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المصابين.
ومن المهم أن يستشير المرضى الأطباء لتحديد العلاج الأنسب لهم بناءً على نوع المرض وشدته، من خلال العناية السليمة والالتزام بالعلاج، يمكن للعديد من المرضى التعايش مع مرض الصدفية بشكل طبيعي والتقليل من تأثيراته السلبية.