مرض الزهري.. الأسباب والأعراض والمراحل والعلاج

مرض الزهري هو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا، التي تسببها بكتيريا تعرف باسم Treponema pallidum، يمكن أن يؤثر هذا المرض على الأعضاء المختلفة في الجسم إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.
مرض الزهري وطرق علاجه
يُعتبر الزهري من الأمراض التي يمكن الوقاية منها إذا تم اتخاذ الاحتياطات المناسبة، ويُعَرف عن الزهري أنه يمر بعدة مراحل، لكل منها أعراضها الخاصة.
في هذا التقرير، يستعرض نيوز رووم للقراء والمتابعين، الأسباب والأعراض المختلفة لمرض الزهري، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.
أسباب مرض الزهري
الزهري ناتج عن العدوى ببكتيريا Treponema pallidum، وهي بكتيريا حلزونية الشكل، ينتقل الزهري بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي المباشر مع شخص مصاب، سواء من خلال المهبل أو الفم أو الشرج، ومع ذلك، يمكن أن ينتقل المرض أيضًا من الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو الولادة، مما يسبب مرض الزهري الخلقي.
مراحل مرض الزهري
الزهري يمر عادة عبر أربع مراحل رئيسية، وكل مرحلة لها أعراض مميزة:
المرحلة الأولى (الزهري الأولي): تبدأ هذه المرحلة بعد فترة تتراوح بين 10 إلى 90 يومًا من التعرض للبكتيريا، يتميز المرض في هذه المرحلة بظهور تقرح غير مؤلم يسمى “قرحة الزهري” أو “القرحة الأولية” في المكان الذي دخلت فيه البكتيريا إلى الجسم، مثل الأعضاء التناسلية أو الفم أو الشرج، يختفي القرح عادة بعد بضعة أسابيع دون علاج، ولكن البكتيريا لا تزال موجودة في الجسم.
المرحلة الثانية (الزهري الثانوي): بعد أسابيع أو أشهر من شفاء القرحة الأولية، قد تظهر أعراض جديدة، بما في ذلك طفح جلدي يظهر عادة على راحة اليدين وأخمص القدمين، يمكن أن تظهر أيضًا أعراض مثل الحمى، والشعور بالتعب، وآلام العضلات، وتورم الغدد الليمفاوية، يمكن أن تختفي هذه الأعراض دون علاج، لكن البكتيريا تستمر في الانتشار داخل الجسم.
المرحلة الكامنة: إذا لم يتم علاج الزهري في المرحلتين الأولى والثانية، قد يدخل المرض في مرحلة كامنة حيث لا تظهر أي أعراض، لكن البكتيريا لا تزال موجودة في الجسم وتستمر في التسبب في الضرر إذا تركت دون علاج، قد تستمر هذه المرحلة لسنوات عديدة.
المرحلة الثالثة (الزهري الثالثي): في بعض الحالات غير المعالجة، قد يتطور المرض إلى المرحلة الثالثة، التي يمكن أن تحدث بعد عدة سنوات من الإصابة الأولية، في هذه المرحلة، قد تؤدي العدوى إلى تلف الأنسجة والأعضاء مثل القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل والأعصاب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة مثل تلف الأوعية الدموية، والعمى، وفقدان السمع، وحتى الموت في بعض الحالات.
كيفية تشخيص مرض الزهري
تشخيص مرض الزهري: يتم تشخيص مرض الزهري من خلال الفحص السريري وأخذ تاريخ طبي مفصل، يُعد فحص الدم أحد الطرق الأساسية لتشخيص المرض، حيث يتم فحص وجود الأجسام المضادة للبكتيريا Treponema pallidum في الدم، تشمل الاختبارات الأكثر شيوعًا فحوصات مثل:
- فحص الأجسام المضادة للزهري (VDRL أو RPR).
- اختبار تكاثر Treponema pallidum (FTA-ABS) وهو اختبار أكثر تحديدًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطباء أخذ مسحات من القرحة أو اللويحات الجلدية في المراحل المبكرة من المرض لإجراء اختبار مباشر للبكتيريا باستخدام المجهر.
أعراض مرض الزهري
كما ذُكر سابقًا، يختلف ظهور الأعراض حسب المرحلة، إليك أبرز الأعراض المرتبطة بكل مرحلة:
المرحلة الأولية
- ظهور قرحة مؤلمة في موقع الإصابة.
- القرح عادة تكون صغيرة وذات حواف نظيفة، ولا تسبب ألمًا أو حكة.
المرحلة الثانوية
- طفح جلدي أحمر أو بني يظهر على راحة اليدين وأخمص القدمين.
- تقرحات في الفم أو الأعضاء التناسلية.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- الشعور بالإرهاق، والحمى، وآلام المفاصل.
المرحلة الكامنة
- لا توجد أعراض واضحة في هذه المرحلة، لكن البكتيريا تظل موجودة في الجسم.
المرحلة الثالثة
- حدوث مشاكل صحية خطيرة مثل تلف الأوعية الدموية (أو ما يُسمى بـ “الزهري القلبي الوعائي”).
- التهاب الأعصاب (مثل التهاب الدماغ أو فقدان الإحساس في الأطراف).
- فقدان السمع أو الرؤية.
علاج مرض الزهري
لحسن الحظ، يعتبر الزهري من الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة باستخدام المضادات الحيوية، وعادة ما يكون البنسلين هو العلاج الأكثر فاعلية، في حال تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، يمكن العلاج بشكل كامل وفعال.
- البنسلين: هو العلاج الأساسي للزهري. إذا كانت الحالة في مراحل مبكرة، يتم إعطاء حقنة واحدة من البنسلين. أما في الحالات الأكثر تقدمًا أو في الحالات التي يتأخر فيها التشخيص، قد يحتاج المرضى إلى عدة جرعات من البنسلين.
- مضادات حيوية أخرى: في حال كان المريض يعاني من حساسية تجاه البنسلين، يمكن استخدام مضادات حيوية بديلة مثل دوكسيسيكلين أو تتراسيكلين.
- المتابعة: بعد العلاج، من الضروري إجراء اختبارات متابعة للتأكد من أن العلاج قد نجح، خاصة إذا كان المريض في المراحل المتقدمة من المرض.
الوقاية من مرض الزهري
تعد الوقاية من الزهري أمرًا ممكنًا من خلال عدة تدابير:
- استخدام الواقيات الذكرية: يعد استخدام الواقي الذكري بشكل صحيح أثناء العلاقة الجنسية هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- الفحص الدوري: ينصح الأشخاص الذين يعانون من علاقات جنسية متعددة أو الذين يشاركون في سلوكيات جنسية محفوفة بالمخاطر بإجراء فحوصات منتظمة.
- التقليل من العلاقات الجنسية غير المحمية: تجنب التلامس الجنسي مع الأشخاص الذين لا تعرف حالتهم الصحية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.
والخلاصة، أن مرض الزهري هو مرض يمكن علاجه بنجاح إذا تم تشخيصه مبكرًا، من الضروري أن يتم أخذ الاحتياطات اللازمة مثل استخدام الواقيات الذكرية وإجراء الفحوصات الطبية المنتظمة للوقاية من هذا المرض.
وإذا كنت تشك في إصابتك بالزهري أو كنت قد تعرضت لممارسات جنسية غير آمنة، من المهم استشارة الطبيب بسرعة لإجراء الفحوصات وبدء العلاج في أقرب وقت ممكن.