الدكتور أسامة رسلان: متحف كبار القراء رسالة اعتزاز مصر بهويتها وتراثها |خاص
أكد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أن افتتاح متحف كبار القرّاء يمثل لبنة جديدة في جدارية الهوية المصرية العظيمة، التي تزخر بآثارها ورموزها وجوانب التميز فيها. وقال: "إن هذا المشروع جاء نتيجة تعاون مؤسسي بين وزارتي الأوقاف والثقافة وشركة العاصمة الإدارية الجديدة، ليعكس حرص الدولة على حفظ رموزها وتقديرها، والتعبير عن الامتنان لها.
رسالة شكر واعتزاز وحب
وقال المتحدث باسم وزارة الأوقاف الدكتور أسامة رسلان لنيوز رووم : إن المتحف ليس مجرد صرح ثقافي، بل هو رسالة شكر واعتزاز وحب، وتمثل استدامة للهوية المصرية وقوتها الناعمة، حيث يعكس مكانة كبار القرّاء من أصحاب الأصوات التي حفرت اسمها وروحها في قلوب وعقول المصريين على مر الأجيال. وأضاف: "إننا نحتفي بصانعي التلاوة المصرية، تلك الرموز التي أسهمت في إبراز مصر كأرض التلاوة والفكر الديني الراسخ، بما تحمله من قيم فنية وروحية متفردة.
مقتنيات خاصة بـ 11 من كبار قراء القرآن الكريم في مصر
جدير بالذكر أن المتحف يضم مقتنيات خاصة بـ 11 من كبار قراء القرآن الكريم في مصر، وهم: الشيخ محمد رفعت، الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، الشيخ طه الفشني، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ محمود خليل الحصري، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الشيخ أبو العينين شعيشع، الشيخ محمود علي البنا، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الشيخ محمد محمود الطبلاوي، والشيخ أحمد الرزيقي.
المخطوطات والمقتنيات النادرة
يضم المتحف أيضا مجموعة من المخطوطات والمقتنيات النادرة، وإجازات الأزهر الشريف لعدد من المقرئين، إلى جانب قاعات مخصصة للاستماع إلى تلاوات مختارة، تتيح للزائر تجربة معرفية وسمعية متكاملة، تجعل من المتحف أول صرح ثقافي من نوعه يُعنى بتوثيق أعلام التلاوة وجماليات الأداء الصوتي للقرآن الكريم.
يهدف المتحف إلى توثيق تاريخ أعلام التلاوة المصرية، وإبراز خصوصية المدرسة المصرية في الأداء الصوتي للقرآن الكريم، وما تميزت به من انضباط علمي في القراءات، إلى جانب الحس الجمالي الرفيع في المقامات والأساليب الأدائية.
يمثل افتتاح هذا المتحف خطوة تعكس اهتمام الدولة المصرية بصون تراثها الثقافي والروحي، وتخليد رموز مدرسة التلاوة المصرية التي شكّلت وجدان العالم الإسلامي لعقود طويلة.
مدرسة قرآنية فريدة
ويمتد تاريخ مدرسة التلاوة المصرية إلى القرن العشرين، حيث تبلورت مدرسة قرآنية فريدة تميّزت بالجمع بين الإتقان العلمي لأحكام التجويد والجمالية الصوتية المميزة في الأداء، مما جعل من الصوت القرآني المصري مرجعًا فنيًا وروحيًا في العالم الإسلامي. وقد لعبت مصر دورًا محوريًا في نشر فن التلاوة عبر الإذاعة ومنابر المساجد والمراكز الثقافية، فكان لها السبق في تقديم تلاوات خاشعة خالدة أُسّست عليها أجيال لاحقة من القرّاء والمقرئين.
برزت أسماء لامعة في هذا التراث، مثل الشيخ محمد رفعت الذي افتتحت به الإذاعة المصرية عهدها، والشيخ مصطفى إسماعيل الذي جمع بين العلم الصوتي وعمق المقامات، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد بصوته الملائكي الذي جعل من التلاوة المصرية رمزًا عالميًا، وذهب أداؤه إلى مساجد العالم وأثير إذاعاته.
ويضم المتحف مقتنيات شخصية ووثائق نادرة تتعلق بأبرز قرّاء مصر، تشمل الملابس الشخصية، المخطوطات، الإجازات، والمصاحف الخاصة، إلى جانب وحدات سمعية تتيح للزائر الاستماع إلى تسجيلاتهم وتلاواتهم المختارة، مما يقدم تجربة معرفية وسمعية متكاملة تعكس تطور فن التلاوة المصرية عبر الأجيال.
ويأتي المتحف ضمن جهود وطنية للحفاظ على التراث غير المادي ورفع الوعي بأهميته الثقافية والدينية، وربط الأجيال الجديدة بموروثها القرآني الثري، مؤكدًا دور مصر المستمر في تعزيز الهوية القرآنية وحفظ الإرث الصوتي الثقافي.



