هل يحق للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة؟ تعرف على الإجابة الشرعية

يسأل العديد من المسلمين في هذه الفترة عن حكم أداء الصلاة في جماعة بعد أداء فريضة الحج، وهل يجوز أداء الفريضة في جماعة أم لا؟ في السطور التالية نستعرض كافة التفاصيل المتعلقة بصلاة الجماعة بعد العودة من الحج، مستعرضين الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى آراء دار الإفتاء حول ما إذا كان الأمر جائزًا شرعًا.
ماهي صلاة الجماعة؟
صلاة الجماعة هي واحدة من السنن المؤكدة في الإسلام، حيث وورد عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر" (رواه ابن ماجه)، مما يدل على أهمية أداء الصلاة في جماعة، فهي تعد من أهم الأدوات لتعزيز الشعور بالأخوة والمساواة بين المسلمين.
الحج: ركن أساسي من أركان الإسلام
الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأداءه يعد من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها، كما ورد في القرآن الكريم "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (سورة الحج، الآية 27)، ويجعل الحج المسلم في حالة روحانية متجددة ومباركة، ويمنحه فرصة للتوبة والمغفرة من الذنوب.
هل يجوز ترك صلاة الجماعة بعد الحج؟
المسألة التي نحن بصددها هي ما إذا كان يجوز للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة في المسجد أم لا، فقالت دار الإفتاء المصرية عبر حسابها الرسمي، زيارة العائدين من أداء فريضة الحج وطلب الدعاء منهم والتبرك بهم أمر مستحب شرعًا، على أن لا ينشغل القادم من الحج باستقبال الزوار والضيوف عن أداء واجباته والمهام المكلف بها.
وعبرت دار الإفتاء، أنه فيما يتعلق بأداء الصلاة جماعة في المسجد، كما ورد في السؤال، فإنه يجب على العائد من الحج الحفاظ على صلاة الجماعة في المسجد، وينال فضل الجماعة حتى وإن صلى في بيته مع من حضر معه.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ" (سورة البقرة، الآية 43)، وهذا يشير إلى أن الصلاة تبقى واجبة على المسلم في جميع الأحوال، سواء كان قد أدى الحج أم لا.
آراء العلماء في ترك صلاة الجماعة في المسجد
فيما يخص الحكم الشرعي، فإن غالبية العلماء يؤكدون على ضرورة صلاة الجماعة في المسجد، ومنهم الإمام النووي في كتابه "المجموع" أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال في المسجد، وأن تركها في حال من الأحوال، حتى لو كان الشخص قد أدى الحج، يعد مخالفًا لما جاء في السنة النبوية.
بينما نقل الإمام ابن قدامة في كتاب "المغني" أن صلاة الجماعة هي فرض كفاية، وإذا تركها المسلم من غير عذر، فإن ذلك يعتبر تقصيرًا في أداء الواجب، إذا كانت الصلاة في المسجد واجبة في سائر الأيام، فلا يعفى العائد من الحج من هذا الواجب، بل يجب عليه أن يستمر في أداء صلاة الجماعة في المسجد.
أدلة من السنة النبوية عن صلاة الجماعة
ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر" (رواه ابن ماجه)، وهذا الحديث يبين بوضوح أن المسلم الذي يسمع الأذان يجب عليه الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة جماعة.
متى يمكن للمسلم ترك صلاة الجماعة؟
ينبغي هنا توضيح أن هناك حالات استثنائية يُسمح فيها بترك صلاة الجماعة، فقد ورد في الحديث الشريف: "إِنَّ الصَّلاةَ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِمْ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ" (رواه مسلم)، ولكن لن يدل ذلك عن أنه لا تعني أن صلاة الجماعة هي فقط للذين عادوا من الحج أو غيرهم، بل هي واجب على الجميع.
الأعذار التي تبيح ترك صلاة الجماعة
أوضح العلماء أن هناك بعض الأعذار التي تبيح للمسلم ترك صلاة الجماعة، مثل:
- المرض أو العجز الجسدي.
- الخوف من الأعداء أو حدوث ضرر كبير.
- وجود عذر شرعي آخر كالسفر الطويل أو الحاجة الماسة.