دراسة تكشف سر النظام الغذائي الأفضل لصحة الدماغ والجسم

في عالم تزداد فيه وتيرة الحياة اليومية، وتتصارع الأنظمة الغذائية على كسب ثقة الباحثين عن الصحة والرشاقة، جاءت دراسة حديثة لتُعيد ترتيب أولوياتنا على مائدة الطعام، مؤكدة أن السر لا يكمن فقط في “ماذا نأكل؟” بل “متى نأكل؟”.
الباحثون قرروا أن يختبروا فكرة “التغذية الزمنية”، وهي النظرية التي تفترض أن توقيت تناول الطعام يجب أن يتماشى مع إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم، تلك التي تتحكم في نشاطنا، طاقتنا، وحتى شهيتنا.
تجربة من نوع خاص
شارك 30 شخصًا في دراسة علمية استمرت أكثر من شهرين، تم تقسيم أيامهم بين نمطين غذائيين: الأول يتضمن فطورًا كبيرًا يمثل نصف السعرات الحرارية اليومية، وغداءً متوسطًا، وعشاءً خفيفًا، أما في الشهر التالي، فقد عكسوا الجدول الزمني، وجعلوا الوجبة الكبرى في المساء، كل المشاركين تناولوا حوالي 1700 سعرة حرارية يوميًا.

لكن المفاجأة كانت أن معدل الأيض وعدد السعرات الحرارية المحروقة لم يتغير كثيرًا بين النمطين، إنما التغيير الحقيقي كان في الشعور بالجوع؛ فقد لوحظ أن المشاركين الذين بدأوا يومهم بوجبة فطور دسمة شعروا بجوع أقل خلال اليوم.
فطور مُشبع لعقل يقظ وجسم نشيط
تكوّنت وجبات الإفطار في الدراسة من أطعمة غنية بالبروتين مثل البيض، الزبادي، العصائر الطازجة والمشروم، هذا المزيج لم يُشبع المعدة فقط، بل خفّض أيضًا الإحساس بالجوع لساعات طويلة، ورفع مستويات التركيز والطاقة، وهي أمور نفتقدها كثيرًا في زحام الصباح.
فطور كبير وعشاء خفيف
تركيز ونشاط ذهني أفضل: الجسم عندما يبدأ يومه بطاقة كافية، يصبح العقل أكثر صفاءً والقدرة على الإنجاز أعلى.
- تحكم ذكي في الوزن: الفطور الكبير يقلل من نوبات الجوع لاحقًا، ويُبعدك عن تناول وجبات خفيفة غير صحية.
- تقليل خطر الأمراض المزمنة: ربطت الدراسة بين هذا النمط الغذائي وانخفاض احتمالات الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.
- انسجام مع الطبيعة البيولوجية للجسم: لأن الجسم في الصباح يكون أكثر قدرة على الحرق والهضم، فإن التوافق مع هذه الإيقاعات الطبيعية يرفع من كفاءة الأيض ويُحسّن الصحة بشكل عام.

ما الذي يجعل وجبة الإفطار صحية؟
ينصح الخبراء بأن تتكون الوجبة الأولى من اليوم من البروتين (مثل البيض أو الزبادي)، الكربوهيدرات المعقدة (مثل خبز الحبوب الكاملة)، الدهون الصحية (مثل المكسرات أو البذور)، والفواكه الطازجة، ولمن يرغب في تعزيز الترطيب، يمكن إضافة الماء أو الحليب أو العصائر الطبيعية.
الطريق إلى صحة أفضل لا يبدأ من صالة الرياضة، بل من المائدة، وربما آن الأوان لإعادة النظر في جدولة وجباتنا، وأن نمنح الإفطار المكانة التي يستحقها.. وجبة للانطلاق، لا للعبور العابر!