عاجل

إبراهيم عيسى يثير الجدل عن «الدين عند الله الإسلام».. وردود حاسمة من الأزهر

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

عاد الجدل الديني إلى الواجهة بقوة خلال الساعات الماضية، بعدما أثار الإعلامي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى حالة واسعة من النقاش والانتقادات، عقب حديثه عن مفهوم «الدين المقبول عند الله» وتفسيره لآيات سورة آل عمران، في طرح اعتبره كثيرون تجاوزًا للتفسير المستقر عند علماء الأمة، بينما رأى آخرون أنه يفتح بابًا للنقاش الفكري حول معنى الإسلام في القرآن الكريم.

الجدل لم يقف عند حدود مواقع التواصل الاجتماعي، بل تطور إلى سجال ديني وإعلامي، شارك فيه دعاة وعلماء وأساتذة فقه، أبرزهم الداعية الأزهري عبدالله رشدي، إلى جانب توضيحات علمية من أساتذة بجامعة الأزهر، لتتحول القضية إلى واحدة من أكثر الموضوعات بحثًا وتداولًا.

إبراهيم عيسى يفتح الملف.. ما هو الدين المقبول عند الله؟

في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، طرح إبراهيم عيسى رؤيته لمفهوم الإسلام الوارد في القرآن الكريم، مستندًا إلى آيتي ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ ـــــ ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ من  سورة آل عمران.

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

وأكد عيسى، أن الدين عند الله واحد، وأنه لا يعني بالضرورة «الإسلام بالنسخة المحمدية فقط»، على حد وصفه، بل هو مفهوم أوسع يشمل جميع الرسالات السماوية، معتبرًا أن الإسلام هنا يعني التسليم لله وطاعته، وهو جوهر كل الأديان التي بعث بها الله أنبياءه، قائلا بنبرة ساخرة:«هي إيه علاقة عيسى ورشدي بالإسلام من الأساس؟».

وأضاف عيسي، أن الرسالات السماوية ليست أديانًا متفرقة، بل دين واحد تجلى على ألسنة أنبياء مختلفين، وأن الحكم على مصير الناس في الآخرة ليس حقًا للبشر، وإنما أمر إلهي خالص.

ماذا قال إبراهيم عيسى عن الجنة ومصير غير الملتزمين بالشعائر؟

تطرق إبراهيم عيسى إلى قضية شديدة الحساسية، تتعلق بمصير من لا يلتزمون بالشعائر الدينية، مستشهدًا بآراء بعض الأئمة، الذين أشاروا بحسب طرحه إلى أن من يلتزم بتعاليم دينه ويؤدي شعائره بإخلاص «فله الجنة»، موضحا أن الحديث عن من يدخل الجنة ومن يدخل النار ليس من اختصاص البشر، مشددًا على ضرورة التوقف عن إصدار الأحكام الأخروية، لأن مصير الإنسان بيد الله وحده.

رد حاسم من عبدالله رشدي: سنبقى نقول ما قاله الله

لم تمر تصريحات إبراهيم عيسى مرور الكرام، إذ خرج الداعية عبدالله رشدي برد مطول، أوضح فيه موقف العقيدة الإسلامية كما استقر عند علماء أهل السنة والجماعة، محددًا عدة نقاط أساسية:

  • «إن الدين عند الله الإسلام» نص قرآني واضح، ولا اجتهاد مع النص.
  • جميع الملل السماوية من عند الله، لكن جوهر العقيدة واحد.
  • هذا الجوهر فصّله القرآن الكريم بوضوح.
  • الخضوع والاستسلام لله يعني القبول بكل ما جاء عن الله ورسله.
عبدالله رشدي
عبدالله رشدي
  • الجنة لمن آمن بالله ورسله وكتبه دون تفريق.
  • الإسلام في القرآن يعني الاتباع الكامل لما جاء به النبي محمد ﷺ.
  • الجنة والنار أحكام إلهية، ولا يجوز الكلام فيها بغير ما ورد عن الله.
  • التعامل مع غير المسلمين يكون بالبر والعدل وحسن الخلق، وفق منهج القرآن.

وأوضح عبدالله، أن التعايش السلمي والمواطنة لا يتعارضان مع ثوابت العقيدة، مشددًا على أن الاختلاف الديني لا يبرر الإيذاء أو الإقصاء.

لماذا تجدد الجدل حول تفسير آيات آل عمران؟

يرى مراقبون أن سبب تفجر الجدل يعود إلى إعادة طرح تفسير الإسلام كدين عام يشمل كل الرسالات، مقابل التفسير المستقر الذي يرى أن الإسلام بالمعنى الخاص هو الدين الخاتم الذي بعث به النبي محمد ﷺ، وأنه ناسخ لما قبله من الشرائع.

إبراهيم عيسى
إبراهيم عيسى

ذهب إبراهيم عيسى إلى أن الإسلام المذكور في القرآن يعني «الدين الواحد» بمفهومه العام، وليس بالضرورة الإسلام المحمدي فقط، وهو ما رفضه قطاع واسع من العلماء والدعاة.

حقيقة الإسلام عند علماء الأزهر

وفي رد علمي موثق، قالت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن لفظ الإسلام في القرآن يطلق على معنيين:

  • المعنى العام: الاستسلام والانقياد لله، وهو دين جميع الأنبياء من آدم إلى محمد ﷺ.
النسخة المحمدية في تصريحات إبراهيم عيسى.. أزهرية تحسم الجدل حول معنى الإسلام
أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
  • المعنى الخاص: الإسلام الذي جاء به النبي محمد ﷺ، وهو الدين الخاتم الناسخ لما قبله.

وقالت فتحية الحنفي، إن الأنبياء جميعًا مسلمون، لأن دينهم واحد في الأصول، مستشهدة بعدد من الآيات، منها: «وأمرت أن أكون من المسلمين»«ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين»، قائلة إن اختلاف الشرائع كان وفق الزمان والمكان، بينما ظل التوحيد أصلًا ثابتًا، حتى جاءت الشريعة المحمدية مكتملة، ومن يكفر بها بعد بعثتها فهو غير مقبول عند الله.

القرطبي يحسمها: الدين المقبول عند الله هو الإسلام

استشهدت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بتفسير الإمام القرطبي، الذي أكد أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام، أي الانقياد والطاعة واتباع الرسل، مشددًا على أن هذا الدين واحد في أصوله عبر الأنبياء، وإن اختلفت تفاصيل الشرائع.

تم نسخ الرابط