خبير اقتصادي: تأثير سياسات ترامب غير المباشر يهدد الأسواق العالمية

قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إننا نعيش فترة تتعطّل فيها نماذج الاقتصاد وقدرات التحليل، مشيراً إلى أن توقعاته السابقة بشأن تأثر أسواق المال العربية كانت في محلها، خاصة وأن أكثر الدول تضرراً من حركة مؤشراتها كانت الأقل تعرضاً لرسوم ترامب، وهو ما يؤكد أن الأثر غير المباشر لتلك السياسات على تدفقات رؤوس الأموال، وتوزيع الثروات، وتكلفة الأموال والديون، وبورصات السلع والخدمات، أكبر وأهم من الأثر المباشر.

وأضاف "نافع" في منشور له عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن هناك حالات مؤكدة من المراكز الائتمانية المكشوفة في العديد من البورصات، والتي يتطلب إغلاقها تنفيذ عمليات بيع مكثف في بورصات أخرى.
وأكد الخبير الاقتصادي على أنه من المتوقع بشدة وبشكل منطقي أن يحدث التصحيح الذاتي في أسواق الأسهم، إلا أن التأثير العميق على الاقتصاد الحقيقي وإعادة تخصيص الموارد وتدفقات رأس المال هو الأمر الأهم.

الجدير بالذكر، شهدت السوق المالية السعودية "تداول" إحدى أعنف جلساتها في السنوات الأخيرة، حيث سجلت مؤشرات الأسهم تراجعاً هو الأكبر منذ نحو خمس سنوات، متأثرة بالأداء السلبي لأسواق المال العالمية نهاية الأسبوع الماضي، بعد قرارات أمريكية بفرض رسوم جمركية جديدة أثارت القلق في الأوساط الاقتصادية.

المؤشر العام يتراجع بأكثر من 800 نقطة

وأنهى المؤشر العام للسوق "تاسي" تعاملات أمس، الأحد، على انخفاض حاد بلغت نسبته 6.78%، بخسارة 805.46 نقطة، ليغلق عند مستوى 11,077.19 نقطة، هذا التراجع جاء وسط ضغط بيعي واسع النطاق، في ظل تزايد المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.

زيادة في التداول

ورغم الأداء السلبي، شهد السوق زيادة في نشاط التداول، حيث بلغت السيولة المتداولة 8.43 مليار ريال، مقارنة بـ5.54 مليار ريال في الجلسة السابقة، كما ارتفعت الكميات إلى نحو 450.17 مليون سهم، مقارنة بـ280.47 مليون سهم في جلسة يوم الخميس الماضي.

تراجع كافة القطاعات

وتراجعت كافة القطاعات في السوق دون استثناء، وتصدر قطاع البنوك الخسائر بهبوط قدره 6.9%، يليه قطاع المواد الأساسية بنسبة 6.87%. كما تراجع قطاع الاتصالات 5.94%، وسجل قطاع الطاقة خسائر بنسبة 5.29%.