عاجل

لم تتوقف الانتفاضة عند التظاهرات البشرية بل شملت العالم الرقمي

«بين النكبة والطوفان».. تاريخ الانتفاضات الفلسطينية و77 عامًا من الاحتلال

فلسطينيين تم تهجيرهم
فلسطينيين تم تهجيرهم إبان النكبة عام 1948

تعود تاريخ الانتفاضات الفلسطينية بالتزامن مع الإضراب العام بالآراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الاثنين، على إثر دعوات المقاومة الفلسطينية للاحتجاج على استمرار الحرب على غزة، اندلعت  انتفاضة فلسطين وأهلها ضد التهجير وتصفية القضية التي اهتز لها العالم الذي شهد تظاهرات في عدد من البلدان للوقوف مع أهالي غزة. 

لم تتوقف تلك الانتفاضة عند التظاهرات البشرية، بل أنها شملت العالم الرقمي الذي شن حملة لدعم فلسطين تحت شعار "speak up for Palestine" أي "تحدث عن فلسطين". 

<span style=
تاريخ الانتفاضات الفلسطينية 

تاريخ الانتفاضات الفلسطينية 

تلك الانتفاضة خرجت من طوفان السابع من أكتوبر الذي اتخذه الاحتلال ذريعة لبدء مجازر قُتل على إثرها أكثر من 50 ألف شهيدًا أغلبهم من الأطفال والنساء، وارتكب جرائم حرب تُعيد إلى الأذهان تاريخ المذابح الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وتجدد مشاعر النكبة. هذا الطوفان الذي جرد الاحتلال من رداء الفضيلة وقناع السلام وكشف للعالم وحشية الجيش الإسرائيلي؛ إلا أنه حمل في طياته معنى أعظم من الحياة وهو الصمود والتمسك بالأرض، إذ رأي العالم أجمع أن أهل غزة هم جبارين الأرض حقًا. 

تجددت مشاهد العنف الأولى في صفحات تاريخ الاحتلال لأرض فلسطين التي رسمتها بريطانيا مستوطنة ضخمة ليهود العالم عام 1840، لكبح جماح محمد علي باشا ومنع الوحدة المصرية السورية. 

ففي السابع من أكتوبر عام 2023، كُتبت صفحة جديدة بدماء الفلسطينيين وواجب علينا استرجاع مجازر الاحتلال وتذكير الأجيال الجديدة بالعدو الأوحد للإنسانية إيمانًا منا بأن التاريخ هو مفتاح الوعي، وبأن الوعي هو كلمة السر في تحرير الأرض.

<span style=
تاريخ الانتفاضات الفلسطينية 

حرب الحجارة: بداية انتفاضات فلسطين ضد الاحتلال

ظهرت للعلن أذرع الاحتلال منذ عام 1947، وهو العام الذي يُعرف بالخروج، أي خروج اليهود من كافة أنحاء العالم والاتجاه إلى فلسطين والتي يُطلق عليها اليهود أرض الميعاد. 

ساعدت بريطانيا، بل افتتحت المشروع الاستيطاني لليهود في فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني آنذاك. وردًا على تصاعد الثورة العربية الكبرى (1936-1939) ضد السياسات البريطانية المؤيدة للهجرة اليهودية، وإصدار قانون "الكتاب الأبيض" في 17 مايو عام 1939. اعترضت السف البريطانية جماعات اليهود المهاجرون إلى فلسطين، وأعادتهم إلى أوروبا. 

أثار هذا الحادث، الذي غطته وسائل الإعلام على نطاق واسع، غضبًا دوليًا ولعب دورًا حاسمًا في إقناع المملكة المتحدة بضرورة التوصل إلى حل بوساطة الأمم المتحدة لحل الأزمة الفلسطينية.

وفي ذلك الوقت، اقترحت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة خطة تقسيم تمنح 56.47 بالمئة من فلسطين للدولة اليهودية و44.53 بالمئة لدولة عربية. ورفض الممثلون الفلسطينيون الخطة، ومع ذلك، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الخطة، حيث صوتت 33 دولة لصالح التقسيم، مقابل تصويت 13 دولة ضدها وامتناع 10 دول عن التصويت.

وقبل يوم واحد من انتهاء الانتداب الفلسطيني على فلسطين، قرأ ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، إعلان قيام دولة إسرائيلية على الآراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت تلك الدولة المحتلة تسيطر على ما يقرب من 77% من آراضي فلسطين الانتدابية، وهو ما عُرف لاحقًا بالنكبة. 

<span style=
تاريخ الانتفاضات الفلسطينية 

حرب 1948

ارتكب الاحتلال عشرات المذابح بحق المدنيين الفلسطينيين في قرى مثل دير ياسين، وطردوا أهلها. وفي ذلك الوقت، هاجمت الجيوش العربية (مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق) إسرائيل، وبدأت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948. وانتهت الحرب بسيطرة الأردن على الضفة الغربية والقدس الشرقية بينما سيطرت مصر على قطاع غزة. 

ولكن بعد تأميم قناة السويس، هاجم تحالف ثلاثي (إسرائيل وبريطانيا وفرنسا) مصر في حرب "الأيام الستة" عام 1956، والتي استولت خلالها إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، وشبه جزيرة سيناء. وانتهت الحرب تحت ضغط من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي. 

وفي عام 1973، وتحديدًا في السادس من أكتوبر، خلال عطلة يوم الغفران اليهودي، شن الجيش المصرية والسورية هجمات ضد إسرائيل، إيذانا ببدء حرب إقليمية جديدة، هزمت بها مصر الكيان الصهيوني هزيمة نكراء.

وفي عام 1979، تم توقيع اتفاق سلام في واشنطن بعد اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها الرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن عام 1978. وبموجب هذا الاتفاق استعادت مصر شبه جزيرة سيناء التي فقدتها بعد حرب الأيام الستة، وأصبح السادات أول زعيم عربي يعترف بدولة إسرائيل.

<span style=
انتفاضات فلسطين: حرب الحجارة وولادة حماس

انتفاضات فلسطين: حرب الحجارة وولادة حماس

في عام 1959، أسس ياسر عرفات منظمة فتح الفلسطينية في غزة والكويت، وأصبحت فيما بعد حجر الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تم إنشائها عام 1964. وفي الثامن من ديسمبر عام 1987، بدأت الانتفاضة الأولى في فلسطين، والتي عُرفت باسم "انتفاضة الحجارة" حيث شوهد الأطفال والكبار يعبرون عن غضبهم بإلقاء الحجارة. 

بدأت الانتفاضة في جباليا، وأستمرت حتى عام 1993، وأودت بحياة أكثر من 1000 فلسطيني. وتعد صورة المتظاهرين الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة ضد القوة العسكرية الإسرائيلية رمزًا للنضال الفلسطيني. وخلال هذه الانتفاضة ولدت حركة حماس، التي ترفض بشكل قاطع أي شرعية لدولة إسرائيلية في الآراضي الفلسطينية. 

انتهت الانتفاضة الأولى بتوقيع اتفاقية أوسلو بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، وتنص الاتفاقات على إنشاء السلطة الفلسطينية التي تتمتع بالسيطرة الإدارية على الضفة الغربية وقطاع غزة. وتم التوقيع في 13 من سبتمبر، في حديقة البيت الأبيض، وتبادل عرفات ورابين مصافحة تاريخية بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. 

وشاهد هذا الحدث أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي نوفمبر عام 1995، تم اغتيال رابين، على يد متطرف يهودي خلال مسيرة في تل أبيب. 

<strong>انتفاضة الأقصى </strong>
انتفاضة الأقصى 

انتفاضة الأقصى 

في 28 من سبتمبر عام 2000، قام زعيم حزب الليكود آرييل شارون، آنذاك، باستفزاز الفلسطينيين من خلال اقتحام المسجد الأقصى في القدس، وكانت خطوة دفاعية للفوز بالانتخابات العامة الإسرائيلية في منافسة قوية ضد بنيامين نتنياهو، وبالفعل تم انتخاب شارون، رئيسًا للوزراء بالعام التالي. 

ولكن كان اقتحام المسجد الأقصى سبب اندلاع الانتفاضة الثانية، والمعروفة أيضًا باسم انتفاضة الأقصى. واستمرت حتى عام 2005، وقُتل خلالها 3000 فلسطيني و1000 إسرائيلي على مدى خمس سنوات.

وخلال الانتفاضة، وتحديدًا بعد عامين من بدايتها، بدأت إسرائيل في بناء «جدار الفصل» وهو جدار يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية. وفي 11 نوفمبر، توفي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عرفات، في أحد مستشفيات باريس بعد صراع طويل مع المرض. وكانت وفاته موضع جدل، حيث يعتقد بعض الخبراء أنه توفي لأسباب طبيعية، في حين أن آخرين منفتحون على احتمال تعرضه للتسمم باستخدام البولونيوم 210.

تهجير الفلسطينيين 
تهجير الفلسطينيين 

انسحاب إسرائيل من قطاع غزة 

بعد 38 عامًا من الاحتلال، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة، وتم انتخاب محمود عباس، رئيسًا للسلطة الفلسطينية، وفي العام التالي، أصيب شارون، بسكتة دماغية ودخل في غيبوبة بقي فيها حتى وفاته في عام 2014. وتولى إيهود أولمرت، منصب رئيس الوزراء ورئيس حزب كاديما الوسطي، الذي تأسس حديثا بزعامة شارون.

في الوقت نفسه، اكتسحت حركة حماس الانتخابات التشريعية في الآراضي الفلسطينية، مما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تجميد المساعدات المباشرة للحكومة الفلسطينية.

وفي 27 ديسمبر عام 2008، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في يوم واحد. وبعد فترة وجيزة، قامت قوات الاحتلال باجتياح بري للقطاع، لمدة أسبوعين. 

وفي 18 يناير عام 2009، أعلنت إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار بعد 22 يومًا وأسفرت عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني بالإضافة إلى 13 إسرائيليًا.

وفي 27 من مارس عام 2011، نشرت إسرائيل نظام دفاع صاروخي مضاد للصواريخ يسمى "القبة الحديدية"، والذي يعمل على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى التي يتم إطلاقها بانتظام من غزة.

تهجير الفلسطينيين 
تهجير الفلسطينيين 

مواجهات بين الاحتلال وحركة حماس

في يونيو عام 2014، تم اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية، وألقت إسرائيل باللوم على حماس في الحادث، وردًا على الأمر، شنت عدة غارات جوية على غزة، مما أدى إلى تبادل إطلاق الصواريخ مع حماس على مدى سبعة أسابيع. وأدت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 2200 فلسطيني في غزة.

وفي عام 2018، تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالقرب من الحدود الإسرائيلية في قطاع غزة للاحتجاج على الحصار الإسرائيلي للقطاع. واستمرت المظاهرات لعدة أشهر، واستشهد ما لا يقل عن 189 فلسطينيًا وجُرح أكثر من 6000 خلال هذه الاحتجاجات على مدار 9 أشهر، وفقًا للجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

واندلع صراع بين إسرائيل وحماس في عام 2021، لمدة 11 يومًا مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 فلسطيني، وفي عام 2022، قتلت إسرائيل 40 فلسطينيًا بغارة جوية بهدف استهداف ناشط بارز في حركة الجهاد الإسلامي. 

مفتاح الدار 
مفتاح الدار 

طوفان الأقصى 

في السابع من أكتوبر، شنت حماس هجومًا مفاجئًا غير مسبوق ومتعدد الجوانب على إسرائيل حيث تسلل مقاتلوها إلى حدود غزة شديدة التحصين في عدة مواقع عن طريق الجو والبر والبحر، مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيليًا وأسر ما يقرب من 230 آخرين وإصابة الآلاف في واقعة هي الأولى من نوعها. 

وردت إسرائيل على العملية النوعية للحركة بعملية عسكرية غير إنسانية حيث تستمر بقصف المدنيين في القطاع مما أسفر عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني 60% منهم من الأطفال والنساء وإصابة ما يقرب من 120 ألف آخرين، وتدمير القطاع بشكل كامل. 

 

تم نسخ الرابط