عاجل

فيضانات كارثية تعصف بجنوب ووسط أمريكا.. عشرات الضحايا وبلدات تغرق بالكامل

عواصف وفيضانات أمريكا
عواصف وفيضانات أمريكا

تشهد الولايات المتحدة هذه الأيام فصلاً غير مسبوق من الكوارث الطبيعية، بعدما اجتاحت أمطار غزيرة وعواصف مدمّرة ولايات الجنوب والوسط، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق، وأجواءً مشبعة بالخوف والترقب، عشرون قتيلًا على الأقل، ومنازل مدمّرة، ومدن بأكملها أصبحت تحت الماء، والكارثة لا تزال في تصاعد.
وبحسب شبكة CBS News، تسببت هذه الكارثة الطبيعية في فيضانات كارثية رفعت منسوب الأنهار إلى مستويات قياسية، وأغرقت بلدات كاملة في مناطق كانت بالفعل مشبعة بالمياه.
وقال التقرير إن الأمطار والعواصف المتواصلة أعادت إلى الأذهان شبح الكوارث الطبيعية التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، مما خلف وراءه مشاهد من الدمار والعذاب.
 


 

تينيسي الأكثر تضررا
 


جاءت تينيسي باعتبارها الولاية الأكثر تضررًا، التي سجّلت فيها 10 وفيات نتيجة للأعاصير التي ضربتها منذ الأربعاء الماضي، وتبعتها فيضانات غمرت العديد من المناطق. 
وفي ولاية كنتاكي، لقي طفل يبلغ من العمر 9 سنوات حتفه بعدما جرفته مياه الفيضانات أثناء ذهابه إلى المدرسة. 

أما في ولاية ميزوري، فقد أكدت السلطات وفاة ثلاثة أشخاص، بينهم رجل إطفاء متطوع يبلغ من العمر 16 عامًا، لقي حتفه في حادث سير أثناء محاولته إنقاذ الآخرين. 
لم تقتصر الكارثة على تلك الولايات فقط، بل تم الإبلاغ عن وفيات في عدة ولايات أخرى مثل أركنساس وميثيسيبي وجورجيا، بما في ذلك طفل في الخامسة من عمره في أركنساس، توفي إثر سقوط شجرة على منزل أسرته.

وفي ظل تزايد منسوب المياه، أصدرت العديد من المدن أوامر إخلاء لسكانها، بينما كانت فرق الإنقاذ تستخدم القوارب المطاطية للوصول إلى المناطق المحاصرة. 
كذلك، قامت شركات المرافق العامة بقطع خدمات الكهرباء والغاز عن مناطق من تكساس حتى أوهايو، في خطوة لتجنب المزيد من الكوارث.
 


إجراءات الإغاثة والتحذيرات
 


أعلنت وكالة الطوارئ في ولاية تينيسي أنها تعمل بالتنسيق مع شركائها المحليين والفيدراليين لتقييم حجم الأضرار، حيث بدأت في دراسة ما إذا كانت الظروف تستدعي إعلان كارثة فيدرالية كبرى. كما دعت السكان للإبلاغ عن أي أضرار لحقت بممتلكاتهم.
وفي ظل تصاعد تهديد الفيضانات، أعلن رئيس بلدية فرانكفورت، لاين ويلكيرسون، عن اتخاذ تدابير احترازية، مثل تحويل مسارات المرور وقطع الخدمات عن عدد من المنشآت التجارية، في محاولة لتفادي الكارثة المترقبة نتيجة لارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من 49 قدمًا. 
المدينة في وضع حرج، حيث أن جدار الحماية ضد الفيضانات مصمم لتحمل ارتفاعات تصل إلى 51 قدمًا فقط، مما يعني أن المدينة مهددة بشكل مباشر.
 


في مواجهة الكارثة

 

تحدث كيفن جوردون، موظف الاستقبال في فندق "آشبروك" في فرانكفورت، عن حجم الكارثة، وقال إن الفيضانات فعل الله، مشيرًا إلي إلى المبادرة التي اتخذها الفندق بتقديم خصومات خاصة للمتضررين المحليين، في خطوة لتقديم دعم معنوي لأهالي المنطقة.

وقد أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات مشددة في العديد من الولايات، متوقعة أن تصل العديد من المناطق إلى "مرحلة فيضان كبرى" مع احتمالية غمر البنى التحتية من مبانٍ وجسور وطرق، بل وحتى المرافق الحيوية الأخرى.
 


حالة الفيضانات في مناطق أخرى



في شمال كنتاكي، وجهت سلطات الطوارئ أوامر إجلاء لسكان بلدتي "فالموث" و"باتلر" الواقعتين على منحنى نهر "ليكنج" الذي ارتفع منسوبه بسرعة مقلقة، مما يهدد بحدوث كارثة مشابهة لتلك التي حدثت قبل ثلاثين عامًا عندما بلغ منسوب المياه 50 قدمًا، وتسبب في مقتل خمسة أشخاص وتدمير حوالي ألف منزل.
تأتي هذه العواصف في وقت بالغ الحساسية، حيث قلّصت إدارة الرئيس دونالد ترامب عدد الوظائف في مكاتب التنبؤ التابعة لهيئة الأرصاد، مما جعل العديد من هذه المكاتب تعاني من نقص في العاملين. 
وقد عزت الهيئة هذا الطقس العنيف إلى مجموعة من العوامل المناخية التي تشمل درجات الحرارة المرتفعة، والغلاف الجوي غير المستقر، والرياح القوية، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الرطوبة المتدفقة من خليج المكسيك.
 


الآثار المدمرة للفيضانات
 

شهدت مدينة جونزبورو" في ولاية أركنساس هطولًا غير مسبوق من الأمطار بلغ 5.06 بوصة يوم السبت، ما جعل هذا اليوم أكثر الأيام مطرًا في تاريخ المدينة لشهر أبريل، بينما في ممفيس بولاية تينيسي، سقطت أكثر من 14 بوصة من الأمطار بين الأربعاء والأحد، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في العديد من الأنهار.
أما بلدة رايفز الصغيرة في شمال غرب تينيسي، فقد غرقت بالكامل تقريبًا بعدما فاض نهر "أوبيون".
وتبقى هذه الكوارث الطبيعية مرآة للتحديات الجسيمة التي يواجهها سكان تلك الولايات. تتضافر جهود السلطات المحلية والفيدرالية، جنبًا إلى جنب مع فرق الإنقاذ، لمواجهة هذه الكارثة وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.
ورغم المأساة التي خلفتها هذه العواصف والفيضانات، يظل الأمل قائمًا في قدرة هذه المجتمعات على الصمود والانتعاش، في انتظار أن يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم في ظل ما خلفته الطبيعة من آثار مدمرة.
 

تم نسخ الرابط