خبيرة نفسية: الضرب لا يغيّر السلوك… ويترك جروحًا تبقى العمر كله
حذّرت الدكتورة نرمين شاكر، أستاذ الطب النفسي، من خطورة العقاب البدني على الأطفال، مؤكدة أنه «ثبت علميًا بكل الأبحاث وحتى بالتجربة أنه ما بيجيبش نتيجة»، مشيرة إلى أن ضرره يفوق أي منفعة متوقعة.
وقالت نرمين، خلال مداخلة عبر برنامج «هذا الصباح» المذاع عبر قناة اكسترا نيوز، إن كثيرًا من الأهالي ما زالوا يرددون عبارات مثل «إحنا اتربينا كده، وعلقة تفوت ولا حد يموت» دون إدراك أن «الألم الجسدي ممكن يروح مع الوقت لكن الألم النفسي ممكن يعيش معانا طول عمرنا».
الضرب لا يؤثر في تعديل السلوك
وأضافت أن الطفل بعد فترة بيتعود على مبدأ العلقة، والسلوك ما بيتغيرش، موضحة أن الضرب لا يؤثر في تعديل السلوك إطلاقًا، بل يتحول مع الوقت إلى أمر معتاد لا يثير استجابة تربوية.
وأشارت إلى أن أبرز الآثار النفسية للعقاب البدني هي انخفاض شديد في ثقة الطفل بنفسه، قائلة: «هو بيبقى ما عندوش ثقة في نفسه، بيبقى خايف ومتردد، وممكن ما يقدمش يعمل أي حاجة لأنه ممكن تطلع غلط فيتعرض للإهانة»، متابعة: «ده بيسيب في نفسه أثر دائم وثقته بنفسه مش كويسة».
الأطفال يصابون بـ الخوف والتوتر
كما لفتت إلى أن بعض الأطفال يصابون بـ الخوف والتوتر والقلق، وقد تصل الحالة إلى اكتئاب أو صدمة، وذلك «حسب قوة الضرب لأن في ناس بيوصل الضرب عندهم لدرجة إنها تسيب عاهات».
وأوضحت أن الطفل يتعلم أيضًا أن العنف أسلوب للتعبير عن الغضب، مضيفة: «لما الشخص القريب منه بيغضب منه بيضربه، فبالتالي هو بيضرب التاني، خلاص مامتي لما غضبت مني ضربتني».
البدائل التربوية الصحيحة للطفل
وعن البدائل التربوية، أكدت الدكتورة نرمين أن التحفيز والثواب أفضل بكثير من العقاب، مشددة على أهمية الحوافز المعنوية ليشعر الطفل بأن «أنا كويس فالمفروض أتصرف كويس»، مع ضرورة «فصل السلوك عن الشخص»، موضحة: «ما أقولوش أنت وحش أو أنت حلو السلوك هو اللي غلط».
واختتمت بالتأكيد على أن هذه هي «التربية الراقية» التي ينبغي أن يركز عليها جميع الأهالي من أجل جيل أكثر صحة واستقرارًا نفسيًا.