عاجل

جيهان ياسين: نفيسة العلوم روح حية في الوجدان الشعبي المصري

السيدة نفيسة رضي
السيدة نفيسة رضي الله عنها

 في حي السيدة نفيسة يسطع اسم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ريحانة العلم والعبادة، تلك التي اختارت مصر موطنا ، فاختارتها القلوب مقاما للحب والطمأنينة.

تقول الدكتورة جيهان ياسين واعظة بوزارة الأوقاف أن حب السيدة نفيسوة رضي الله عنها في قلوب المصريين لا يضاهيه حب, فالكل يأتي لحفيدة رسول الله يتعم بالسكينة والهدوء والحب, يتذاكر الناس سيرتها العطرة ويحبونها حبا في جدها عليه الصلاة والسلام.


أضافت واعظة الاوقاف : السيدة نفيسة حين قدمت إلى مصر، أحبّها أهلها منذ اللحظة الأولى؛ فقد أشرقت البلاد بقدومها، وصار بيتها قبلةً للمتعلّمين والسائلين والمستجيرين.

الاحتفال بمولدها المبارك

وقالت جيهان ياسين: تتزيّن القاهرة القديمة كل عام بفرحةٍ روحية خاصّة حين يقترب مولد السيدة نفيسة، واليوم تحتفل مصر بهذه المناسبة المباركة. يتحوّل الحي إلى نهرٍ من البشر والأنوار؛ تتلألأ القناديل، وترتفع الرايات، وتُتلى القصائد، ويقام الذكر والمديح.
فالاحتفال بمولد السيدة نفيسة ليس عادةً فحسب، بل هو تجديدٌ للعهد مع آل البيت، وربطٌ للقلوب بسيرةٍ زكية تُذكّر بالإيمان والصبر. إنه موسمٌ يوقظ الروح بأن الأرض ما زالت محفوظة ببركات الصالحين.

إنها السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، شريفة علوية جمعت بين سمو النسب وعمق الروح. وُلدت في المدينة المنوّرة عام 145 هـ، في بيتٍ عابقٍ بالقرآن والزهد والعلم، حتى قال عنها العلماء: “ما رأينا أعلم منها بكتاب الله ولا أزهد.”دعاؤها المأثور… من المجربات

وأوضحت الدكتورة جيهان ياسين أن هناك  كلمات تنسب للسيدة نفيسة  جرت على ألسنة المكروبين، وما دعا بها أحد بيقين إلا فرج الله كربه، وهو الدعاء المشهور: كم حاربتني شدة بجيشها، فضاق صدري من لقاها وانزعج***حتى إذا آيستُ من زوالها، جاءتني الألطاف تسعى بالفرج.

لماذا أحبها المصريون كل هذا الحب؟

قالت الدكتورة جيهان ياسين :حب المصريين للسيدة نفيسة ليس عاطفة مجردة، بل تاريخ ممتد تغذّيه ثلاثة محاور أساسية:

1-نور العلم والعبادة
كانت “نفيسة العلم” من العلماء العاملين؛ حفظت القرآن صغيرًا، وتعمّقت في الفقه والتفسير. وكان الإمام الشافعي يتردّد عليها، ويقال إنه كان يقول لتلاميذه: “خذوها إلى نفيسة” عند اشتباهه في مسألة.

2-كرمها وشفاعتها للمحتاجين:
فتحت بيتها للناس، تعطي من مالها وتواسي بلسانها وتقول للمكروب:
“علِّق قلبك بالله… فإنّ الخير كلّه عنده.”

3-حضورها الروحاني الذي لا يزول:
بعد انتقالها إلى الرفيق الأعلى في رمضان سنة 208 هـ، بقي مقامها قبلةً للزائرين، لا من باب الغلو، بل من باب المحبة والذكر والاقتداء.

السيدة نفيسة عشق مصري متأصل

ليس غريبًا أن يطلق عليها المصريون لقب “نفيسة العلم”؛ فهي ليست مجرد اسمٍ في صفحات التاريخ، بل روح حية في الوجدان الشعبي، ورمز للجمال الروحي الذي تتفرّد به مصر حين تجمع بين العلم والولاية.
ومهما تغيّرت الأزمنة، ستظل القاهرة تنادي أبناءها كل عام:
هلمّوا إلى نفيسة, إلى بابٍ من أبواب السكينة، وإلى روضةٍ ما زال نورها يهدي القلوب.

تم نسخ الرابط