الشيخ كرم فراج : سموم الأفكار تفتك بالمناعة الفكرية والأخلاقية والسلوكية
حذر الشيخ كرم فراج شيخ مسجد السيدة سكينة، من خطورة ما وصفه بـ"تسميم الوعي وضرب المناعة الفكرية "، مؤكدًا أن خطر الأفكار المنحرفة لا يقلّ خطورة عن السموم المادية التي تفتك بالجسد، بل قد يكون أثرها أعمق وأطول امتدادًا.
سموم الأفكار
وقال الشيخ كرم فراج إن هناك " سما يسري في أعماق الإنسان، لا تكشفه التحاليل الطبية ولا توقفه غرف العناية المركزة، وهو سم الأفكار التي تنفذ في العقول على نحوٍ تدريجي ومدروس".
المناعة الفكرية والأخلاقية والسلوكية
وأوضح كرم فراج شيخ مسجد السيدة سكينة أن أولى مراحل هذا التسميم الفكري تبدأ بضرب مراكز الوعي داخل العقل، وهي المراكز التي تمثل المناعة الفكرية والأخلاقية والسلوكية عند الإنسان، لتصبح النفس بعد ذلك أكثر قابلية لتلقّي الانحرافات دون مقاومة.
مقاومة الفتن
وأشارشيخ مسجد السيدة سكينة إلى أنه بعد تحييد هذه المناعة يتم ضخ الجرعة المركزة من "السمّ الفكري" التي تغيّر مسار التفكير، فتختلط المفاهيم، ويستبدل المعروف بالمنكر والمنكر بالمعروف، فينحدر الإنسان إلى ما دون رتبة الحيوان، بعدما تسلب منه بصيرته وتضعف مقاومته للفتن.
حديث نبوي شريف يجسد معان عميقة
واستشهد الشيخ كرم فراج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يجسّد هذه المعاني العميقة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«تعْرَض الْفِتَن عَلَى الْقُلوبِ كَالْحَصِيرِ عُودا عُودًا…»، مبينًا أن القلوب مع الفتن تنقسم إلى قلبٍ يزداد بياضًا ونقاءً كلما أنكرها، وقلبٍ يزداد سوادًا وظلمة كلما استسلم لها، حتى يبلغ مرحلة لا يعرف فيها معروفًا ولا ينكر منكرا إلا ما وافق هواه.
اليقظة الفكرية والوعي المبكر
وأكد الشيخ كرم فراج على ضرورة اليقظة الفكرية والوعي المبكر، مشيرا إلى أن "البدايات الفاتنة قد تنتهي بنهايات قاتلة"، وأن حفظ الوعي هو أساس حفظ الدين والأخلاق والإنسانية.
