نتنياهو يصل واشنطن للقاء ترامب للمرة الثانية في شهرين
«5 قضايا على الطاولة» نتنياهو يصل واشنطن للمرة الثانية خلال شهرين

هبطت طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في العاصمة الأمريكية واشنطن منذ ساعات قليلة، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كأول زعيم أجنبي منذ تطبيق الرسوم الجمركية المثيرة للجدل على السلع العالمية، وهو اللقاء الثاني بين الزعيمين في شهرين.
كان نتنياهو، أول زعيم أجنبي يصل للبيت الأبيض ويلتقي الرئيس الأمريكي بعد تنصيبه الرسمي في 20 يناير الماضي.
بنيامين نتنياهو يصل واشنطن
وفقًا لموقع "Ynet"، سيعقد الاجتماع المقرر بين نتنياهو وترامب في الساعة الثامنة مساءًا - بتوقيت إسرائيل اليوم الاثنين في البيت الأبيض، وستركز المحادثات على مجموعة من القضايا الاستراتيجية - الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية - مع التركيز بشكل خاص على أزمة الرهائن، والتهديد الإيراني، والمخاوف الإسرائيلية من النفوذ التركي في سوريا، والنزاع الجمركي المستمر، والذي ذُكر رسميًا كسبب للزيارة.
ووفقًا لبعض المصادر التي تفيد بحضور ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب والمسؤول الأمريكي الرئيسي في قضية الرهائن، يتوقع البعض أن تهيمن قضية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة على الاجتماع. وبحسب هذه المصادر، يُطرح حاليًا إطار عمل يتراوح بين استعداد حماس المزعوم للإفراج عن خمسة رهائن أحياء وخطة ويتكوف التي تدعو إلى إطلاق سراح أحد عشر رهينة.

وفي حين دعمت الولايات المتحدة استئناف إسرائيل للضغط العسكري على غزة، إلا أن هذا الدعم ليس بلا حدود، لا سيما مع استمرار ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وتزايد الدعوات الدولية لضبط النفس. وفي غضون ذلك، يسعى ترامب إلى تحقيق هدف استراتيجي أوسع نطاقًا، ألا وهو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
ويتطلب تحقيق ذلك الهدوء في غزة وحل أزمة الرهائن، وكلاهما حساس زمنيًا إذا كان ترامب ينوي زيارة الرياض بعد أكثر من شهر بقليل.
ويرى المسؤولون في تل أبيب أن التدخل الأمريكي المباشر - وخاصة تدخل ويتكوف - أداة حاسمة لزيادة الضغط على حماس والتقدم نحو التوصل إلى اتفاق. ومن المتوقع أن يطلب نتنياهو من ترامب استخدام نفوذه لدى الشركاء الإقليميين، مع إظهار الدعم الأمريكي القوي للمواقف الإسرائيلية. و
الاقتصاد أولوية قصوى
تأتي زيارة نتنياهو في ظل أزمة اقتصادية عالمية، غذتها جزئيًا التعريفات الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضتها الولايات المتحدة على العديد من الدول، بما في ذلك إسرائيل. ووفقًا لمصادر دبلوماسية إسرائيلية، حاولت تل أبيب تجنب استهدافها برفع التعريفات الجمركية على السلع الأمريكية، لكنها واجهت مقاومة شديدة من إدارة ترامب.
وفي واشنطن، من المتوقع أيضًا أن يلتقي نتنياهو بوزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، الذي يقود السياسة التجارية للرئيس ترامب، في محاولة للتخفيف من تأثيرها على الصناعة الإسرائيلية. وأعرب مسؤولون مقربون من رئيس الوزراء عن قلقهم إزاء الانخفاضات الحادة في بورصة تل أبيب والضغط الاقتصادي المتزايد على المواطنين الإسرائيليين.

إيران والتهديدات الإقليمية على رأس جدول الأعمال
من المتوقع أيضًا أن يحتل التهديد الإيراني مكانة بارزة في المحادثات، حيث تنظر إسرائيل إلى التطورات الأخيرة على أنها أساس لتنسيق استراتيجي أعمق مع واشنطن. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن تدفع أساليب الضغط التي ينتهجها ترامب إيران إلى تسريع برنامجها النووي. ويعتقدون أنه من الضروري تنسيق الرد في حال فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتفاوض على اتفاق نووي جديد. ويُنظر إلى اجتماع ترامب مع نتنياهو جزئيًا على أنه خطوة لضمان توافق الزعيمين حول كيفية التعامل مع التهديد الإيراني وتجنب المفاجآت.
وبينما قد يفضل ترامب تجنب العمل العسكري ومواصلة العمل الدبلوماسي، يبقى الجدول الزمني لهذه الجهود نقطة نقاش رئيسية. إذ يشكك نتنياهو في إمكانية نجاح الدبلوماسية، ويعتقد أن طهران قد ضللت الأمريكيين، ويؤيد الحل العسكري ضد طهران.
كما أشارت مصادر دبلوماسية إسرائيلية إلى أن مشاركة ويتكوف قد تعكس جهودًا أمريكية أوسع نطاقًا لزيادة الضغط الإقليمي والأوروبي على إيران - ليس فقط للدفع بصفقة رهائن، ولكن أيضًا لكبح نفوذ طهران المتزايد في المنطقة.

القلق بشأن الوجود التركي في سوريا
من المتوقع أيضًا أن تُطرح مسألة العلاقات الإسرائيلية التركية خلال زيارة نتنياهو، لا سيما في ضوء التدخل التركي المتزايد في سوريا وتأثيره المحتمل على الحدود الشمالية لإسرائيل. وقد أعرب مسؤولون في تل أبيب عن قلقهم إزاء تنامي علاقات أنقرة مع إدارة أحمد الشرع، واتفاق مزعوم لإنشاء قواعد طائرات بدون طيار في سوريا. وردًا على ذلك، أفادت التقارير أن إسرائيل قصفت قاعدة T4 الجوية السورية لمنع أو تأخير بناء مثل هذه المنشأة.

استراتيجية تنسيقية بشأن المحكمة الجنائية الدولية
يعتزم نتنياهو أيضًا مناقشة الجهود الرامية إلى زيادة عدد الدول المنسحبة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وذلك عقب إعلان المجر في هذا الشأن. وتأمل إسرائيل في تنسيق موقفها مع واشنطن واستكشاف سبل مواجهة الإجراءات القانونية التي روجت لها عدة دول ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين. ويُنظر إلى حكومتي جمهورية التشيك والأرجنتين كمرشحتين محتملتين للخروج من المعاهدة.