عاجل

خبير مكافحة إرهاب: الأزمة السورية تتحول تدريجيًا إلى نموذج لصراع طويل الأمد

سوريا
سوريا

علق العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، على المخاوف من تصاعد العمليات الإرهابية في ظل التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا، والتشابك الإقليمي بين إسرائيل وتركيا وإيران.

الأزمة السورية تتحول تدريجيًا إلى نموذج لصراع طويل الأمد

وقال صابر، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة دي إم سي، إن الأزمة السورية تتحول تدريجيًا إلى نموذج لصراع طويل الأمد يشبه ما شهده لبنان والعراق واليمن والسودان، مؤكدًا أن الدولة السورية باتت اليوم ممزقة وضعيفة وتخضع مساحاتها لصراعات نفوذ خارجية، في ظل غياب أي إمكانية لحسم عسكري أو طرح سياسي واقعي.

وأوضح أن غياب طرف سوري قادر على بسط سيطرته عسكريًا، إلى جانب عدم وجود قوى سياسية قادرة على التوصل إلى تسوية، جعل العدوان المتكرر على الأراضي السورية جزءًا من إدارة الأزمة وليس خطوة لحلها. 

وأضاف أن التطورات الأخيرة في السويداء مثال واضح على ذلك، حيث تحركت فصائل تابعة لهيئة تحرير الشام نحو الجنوب في محاولة لفرض السيطرة، ما أدى إلى استفزاز إسرائيل التي تربطها تاريخيًا علاقات غير مباشرة بالدروز، وأصبحت الآن علاقات مباشرة تخدم مخططاتها.

 خطوة جديدة في مسار تقسيم سوريا

وأشار العقيد صابر إلى أن ما تقوم به إسرائيل اليوم يمثل خطوة جديدة في مسار تقسيم سوريا وفق خرائط ومشروعات قديمة، من بينها المخطط المنسوب إلى برنارد لويس عام 1981، والذي يقترح تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة، موضحًا أن المشهد الميداني الحالي يعكس هذا الاتجاه بوضوح.

وأكد أن الفصائل المسلحة التي توحدت في السابق تحت هدف إطاحة النظام السوري أصبحت اليوم مهددة بأن تُشعل إسرائيل الصراع الداخلي بينها مجددًا، بما يقود إلى سيناريو تقسيم قد يكون قريب.

وحذر العقيد صابر من أن عودة الإرهاب العابر للحدود أصبحت احتمالًا قائمًا في ظل الفوضى الحالية، خاصة مع رصد نشاطات وتحركات عبر منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى استعداد مجموعات مسلحة لإعادة التموضع والانطلاق.

واختتم بالتأكيد على أن ما يجري على الأرض ينبئ بعمل عسكري كبير قد يدفع نحو تقسيم سوريا بشكل فعلي، في سيناريو لا يتمناه أحد، مؤكدًا أن استمرار هذا المسار سيعمّق التهديدات الإرهابية ويفتح الباب أمام صراع إقليمي أوسع.

 

تم نسخ الرابط