خطبة الجمعة .. فرحات: لا يعرف قيمة نعمة الأمن إلا من فقدها

ألقى الدكتور أحمد عصام الدين فرحات، خطبة الجمعة اليوم من مسجد الشرطة بالتجمع الخامس، على هامش احتفالات مصر بعيد الشرطة الذي يوافق 25 يناير من كل عام، وذلك بحضور وزير الأوقاف وعدد من المسئولين، إذ جاءت الخطبة عن أهمية نعمة الأمن والأمان داخل البلاد.
نعمة الأمن
وقال "فرحات" خلال خطبة الجمعة: إن نعمة الأمن من أجل وأعظم نعم الله تعالى على عباده، والقرآن الكريم قد ألح على تحقيق الأمن في جميع مفرداته قال تعالى (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا) وقال أيضا (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا)، وقد كان الخليل إبراهيم يعرف جيدا نعمة الأمن في البلاد .
وأضاف: الإنسان إذا أراد أن يعرف نعمة الأمن فلينظر إلى من فقدها حيث لا طعام يطيب ولا شراب يروي ولا قلب يسكن ويطمئن ولا يرى إلا الدمار والخراب وضياع البلاد والعباد فتزهق الأرواح وتجري الدماء وتنهب الأموال، وحينها يدرك الإنسان قدر البيان النبوي المعظم وأبعاده يقول نبينا ﷺ: " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا"
من نعم الله علينا هذا الوطن فلنستبشر ونطمئن فإن الله جعل لنا هذا البلد أم البلاد وغوث العباد ومهبط الأنبياء وموطن الأولياء تلاقت على هذه الأرض حضارات متعددة ثقلت شعبها بمزيج خاص هو الحضارة المصرية العظيمة السمحة.
مصر بلد الأمان
وتشير خطبة الجمعة إلى أن بلادنا محفوظة ومجبورة ومنصورة ولم لا ؟ وهي وصية الجناب الأنور صلوات الله عليه وسلم (إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لكم ذمة ورحما، واتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض فسأل أبو بكر سيدنا رسول الله ولم ذلك يا رسول الله؟ قال لأنهم في رباط إلى يوم القيامة) فقد قيد الله لمصر رجالا يسهرون لأهلها، يدفعون عنها كيد المعتدين.
واستشهد "فرحات" بحديث النبي (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله) أي تحرس وتحمي بلدا هي السند والأمن والمدد والعون خزائنها هي خزائن الأرض، مضيفا أن السيدة زينب دعت إلى مصر قائلة: " يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، جعل الله لكم من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً".
واستدل برسالة سيدنا عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يطلب منه المدد والمعونة لأهل المدينة المنورة، فقرأ سيدنا عمرو بن الخاص على أهل مصر رسالة أمير المؤمنين فهب أهل مصر جميعهم صغيرهم وكبيرهم غنيهم وفقيرهم هبوا بالبذل والجود والعطاء وكتب سيدنا عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن أهل مصر أرسلوا إليك قافلة من الزاد والطعام والشراب أولها عندك وآخرها عندي.
وخلال خطبة الجمعة تحدث عن ذكرى الإسراء والمعراج إذ أوضح أنها تبعث في وجداننا مزيدا من الأمل وتلقي في قلوبنا كثيرا من أنوار السكينة لنشهد سعة فضل الله تعالى وإكرامه وجبره ولنرى من ألطاف الله تعالى ما لا يعد ولا يحصى وما علينا إلا أن نتحقق بمقام العبودية فإنه أعلى مقام ولنأخذ من هدي النبي عندما ضاقت عليه الدنيا فلم يجد إلا أن يضع شكواه وهمه إلى رب العالمين جميعا.
وذكر أن النبي عندما ألقوه الكفار بالحجارة جلس ورجليه الشريفتين تدميان، ووجد أن أبواب الأرض قد أغلقت ولم يعد سوى السماء، رفع يده لله وقال “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، انت رب المستضعفين وأنت ربي، -وكلم الله بانكسار- إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني “واحد يعاملني بشدة وغلظة” أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”
واستكمل بأن حادثة الإسراء والمعراج تعد من الأسرار الكونية فقال تعالي( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1).