عاجل

"آمنة" وأمها بنت امرئ القيس تعرف على ألقاب السيدة سكينة "ريحانة الحسين "

السيدة سكينة رضي
السيدة سكينة رضي الله عنها

آمنة  وأمها بنت امرئ القيس تعرف على ألقاب السيدة سكينة بنت الإمام الحسين “ريحانة أهل البيت”

تعد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام إحدى أبرز سيدات بيت النبوة، وأصدقهن تعبيرا عن مدرسة الصبر واليقين, وقد حظيت في كتب التاريخ والتراجم بعدد من الألقاب التي تكشف جانبًا من شخصيتها الروحية والإنسانية، وتُجسّد مكانتها في الوجدان الإسلامي على امتداد العصور.

اسمها الحقيقي ولقب «سكينة»

تذكر العديد من المصادر أن «سكينة» في الأصل لقب، أمّا اسمها الحقيقي فورد غالبًا باسم «آمنة» أو «أميمة»، غير أن لقبها اشتهر حتى غلب على اسمها، فلم تعد تعرَف إلا به.

السيدة رباب بنت امرئ القيس

وتروى عدة أخبار عن أن أمها السيدة رباب بنت امرئ القيس هي التي أطلقت عليها هذا اللقب؛ لما كانت تجده في صحبتها من سكينةٍ وطمأنينة وهدوء روحي، حتى أصبح هذا اللقب عنوانًا لحضورها في البيت الحسيني، ولِما كانت تبعثه في نفوس من حولها من أنس ورحمة.

 الألقاب الروحية: «السكينة»، «الطاهرة»، «العابدة»

إلى جانب لقب «سكينة» الذي ارتبط باسمها، حظيت هذه السيدة الجليلة بعددٍ من الألقاب ذات البعد الروحي والأخلاقي، كما ورد في كتب السير والأدبيات الدينية:

 السكينة


لا يُفهم هذا اللقب فقط باعتباره اسمًا، بل وصفًا لشخصيتها؛ إذ ارتبطت سيرتها بمعاني السكينة والرضا بالقضاء، خاصة بعد ما شهدته من أحداث أليمة في حياة أهل بيتها، فظهرت مثالًا للصبر الواعي الذي لا يفقد اتزانه ولا يساوم على قيم الدين رغم قسوة المحنة.

 الطاهرة


تُلقّب في بعض النصوص بـ«الطاهرة»، تأكيدًا لانتمائها لآل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرًا، وإشارةً إلى ما عُرف عنها من عفةٍ واحتشامٍ وورع، في مقابل روايات متأخرة صوّرتها بصورة لا تنسجم مع مقامها، وهي روايات يشكك فيها عدد من الباحثين؛ لطابعها الجدلي وتأثرها بالخلافات السياسية والمذهبية.


 العابدة


تصورها روايات أخرى باعتبارها كثيرة العبادة والذكر، وتذكر أن بيتها في المدينة كان مقصدًا لطالبي العلم والحديث، فجمعت بين العبادة والمعرفة، حتى عدّها بعض المحدّثين من أهل الثقة في الرواية.

 ألقاب النسب والمكانة: «السيدة»، «بنت الحسين»، «بنت رسول الله»

في نصوص الزيارات والأدعية المأثورة، يدور كثير من الألقاب حول إبراز نسبها الشريف ومكانتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

السيدة سكينة بنت الحسين


وهو اللقب الأشهر في الكتابة التاريخية والدراسات المعاصرة، حيث يرد اسمها غالبًا بهذه الصيغة تأكيدًا لانتمائها المباشر للإمام الحسين، ولارتباط سيرتها بسيرته وما جسّده من قيم التضحية والعدل.

 ألقاب المحبة في الوجدان الشعبي

إلى جانب الألقاب الواردة في المصادر القديمة، لا يخلو الوجدان الشعبي، خاصة في البيئات المحبة لأهل البيت، من ألقاب محبةٍ وتوقير ارتبطت بالسيدة سكينة عبر المجالس الدينية والروايات الشفوية، من أبرزها:

ريحانة الحسين


تذكر الأخبار أن الإمام الحسين عليه السلام كان يُبدي حبًّا خاصًّا لابنته سكينة، وأنها كانت الأقرب إلى قلبه، حتى صارت كثير من الكتابات تسميها «ريحانة الحسين» أو «قرة عين أبيها»، تأكيدًا لهذا البعد العاطفي في العلاقة بين الأب وابنته.

ابنة السكينة والرحمة


وهو توصيف يجمع بين معنى اسمها وما عُرف عنها من رقّةٍ وعطفٍ على من حولها، حتى غدت رمزا للرحمة والحنان في بيت الإمام الحسين.

الدلالة اللغوية والقرآنية للقب «سكينة»

 

يحمل لقب «سكينة» دلالة لغوية خاصة؛ فهو من الجذر «سكن» الذي تدور معانيه حول الهدوء والثبات والطمأنينة.

وفي القرآن الكريم وردت «السكينة» للدلالة على الطمأنينة التي يُنزلها الله في قلوب المؤمنين عند الشدائد، وهي حالة من الثبات الداخلي والقوة الهادئة. ومن هذا المنطلق، يرى بعض الباحثين أن تلقيب هذه السيدة الجليلة بـ«سكينة» لم يكن مجرد تعبير عاطفي، بل وصف لحقيقتها الداخلية، التي تجلّت في مواقف الصبر والاحتساب، وثباتها في أحلك الظروف.

الألقاب مرآة لشخصية متكاملة

تكشف قراءة هذه الألقاب مجتمعةً أن صورة السيدة سكينة في التراث الإسلامي تتجاوز حدود «الابنة المكلومة» إلى شخصيةٍ متكاملة الملامح:

ابنة بيت النبوة: وهو ما تعكسه ألقاب النسب «بنت النبي، بنت علي، بنت فاطمة، بنت الحسين».

المرأة العابدة العالمة: كما يظهر في الألقاب «الطاهرة» و«العابدة»، وفي ما نُقل عنها من روايات وحديث.

رمز السكينة في قلب العواصف: كما يعكسه لقبها نفسه، وما ارتبط بشخصيتها من ثبات وإيمان عميق.

أيقونة للألم والصبر في الوجدان الإسلامي: من خلال ألقاب المحبة والتوقير التي أحاطت بسيرتها على مرّ القرون.


وهكذا تبقى السيدة سكينة بنت الإمام الحسين نموذجا فريدا لابنة بيت النبوة التي جمعت بين شرف النسب وسمو الخلق وعمق العبادة، وتركَت بصمتها الخاصة في تاريخ النساء حول آل البيت عليهم السلام.

تم نسخ الرابط