00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين.. رائدة الوعي النسائي في التاريخ الإسلامي

مقام السيدة سكينة
مقام السيدة سكينة رضي اله عنها

لم تكن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنهما مجرد اسم عابر في كتب الأدب والتراجم، بل كانت صوتاً مختلفاً أحدث تحوّلاً حقيقياً في طريقة حديث النساء عن ذواتهن وحقوقهن. في زمنٍ ضاقت فيه مساحات حضور المرأة، صعدت سكينة لتؤسس خطاباً واعياً جريئاً، يقوم على العلم والكرامة والحرية والعدل، ويمنح المرأة موقعها الطبيعي شريكةً كاملة في الحياة والفكر.

 الخطوة الأولى في بناء وعي المرأة

وقال الباحث الصوفي مصطفى زايد في تصريح لنيوز رووم  أن السيدة سكينة كما جاء في التراث ,أدركت مبكراً أن العلم هو الخطوة الأولى في بناء وعي المرأة, لذلك جاء قولها في الأغاني (ج16 ص139): «إن المرأة العاقلة تحتاج إلى العلم كما تحتاج إلى الهواء». وبهذا التصور المتقدم قدمت رؤية جعلت العلم ضرورة وجودية لا ترفاً، وحقاً أساسياً للمرأة التي تريد أن تعرف حق ربها وحق زوجها وحق نفسها.

الباحث الصوفي مصطفى زايد
الباحث الصوفي مصطفى زايد

أضاف مصطفى زايد : لم تقف السيدة سكينة عند حد العلم، بل أسست لمفهوم واضح عن كرامة المرأة, ففي العقد الفريد (ج6 ص116) سئلت عن تميز نساء قريش فقالت: «لأنهن يعرفن حقوق أنفسهن فلا يهينها، ويعرفن حقوق أزواجهن فلا يضيعنها». هنا كانت سكينة ـ كما يوضح زايد ـ تعيد تعريف الكرامة من داخل المرأة نفسها، من وعيها بحقوقها قبل انتظار من يمنحها إياها.

مواجهة الخطاب الذكوري 

تابع “ زايد” : وفي مواجهة الخطاب الذكوري الذي كان سائداً آنذاك، جاء ردها البليغ حين قال رجل إن «المرأة ناقصة عقل ودين»، فأجابته في أنساب الأشراف (ج3 ص233): «إنما النقص فيمن ينظر إلى المرأة على أنها ناقصة». ردّ يقلب الاتهام رأساً على عقب، ويجعل المشكلة في النظرة الظالمة لا في المرأة، وهو تحول فكري لافت في سياق زمنها.

كما كانت حياتها الشخصية امتداداً لخطابها الإصلاحي؛ فحين اشترطت ألا يتزوج زوجها عليها قالت: «المرأة الكريمة لا تشارك في حبها» (الأغاني ج16 ص135). لم يكن هذا مجرد شرط عاطفي، بل رسالة ـ كما يفهمها زايد ـ تؤكد حق المرأة في صون مشاعرها وكرامتها.

الدفاع عن النساء المظلومات

وقال زايد : إن السيدة سكينة لم تتردد في الدفاع عن النساء المظلومات، فخاطبت أحد الولاة قائلة: «إن الظلم ليس من شيم الكرام فاعدل في هذه المرأة» (تاريخ المدينة ج2 ص422). لقد حوّلت خطابها من فكرة إلى فعل، مستخدمة مكانتها لنصرة من لا صوت لهن.

وتضيف السيدة  سكينة بعداً آخر لخطاب حقوق المرأة حين قالت في سير أعلام النبلاء (ج4 ص398): «لا ينبغي للمرأة أن تُكره على زوج لا تريده، فقلبها ملكها». إنها دعوة مبكرة لحرية الاختيار العاطفي والإنساني.

أما رؤيتها للتعليم فصاغتها مرة أخرى من زاوية اجتماعية أوسع، فقالت: «تعليم المرأة فريضة؛ به تربي أولادها وترعى بيتها وتقوم بحق ربها» (تاريخ المدينة ج2 ص423). إنها رؤية تعتبر العلم مسؤولية مجتمعية، تتجاوز المرأة إلى أسرتها ومحيطها.

وقال “زايد” :  صنعت  السيدة سكينة بنت الإمام الحسين خطاباً جديداً للمرأة المسلمة. خطاباً لم يقف عند حدود عصرها، بل يظل حتى اليوم أحد أكثر النماذج إشراقاً في تاريخ الوعي النسائي الإسلامي.

تم نسخ الرابط