00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

الخبيئة.. قرون من الأسرار يكشفها متحف الأقصر للفن المصري القديم

معبد الأقصر
معبد الأقصر

تُعد خبيئة الأقصر من أمتع وأهم الاكتشافات الأثرية في مصر الحديثة، إذ تم العثور عليها عام 1989 داخل فناء الاحتفالات الذي أقامه الملك أمنحتب الثالث في معبد الأقصر، الذي يقع شرقي النيل بالمدينة القديمة.

وتضم الخبيئة مجموعة نادرة من التماثيل الكاملة التي ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، والتي تبدأ تقريبًا من الأسرة الـ 18. 

وتلك التماثيل حالة ممتازة من الحفظ، وعُثر عليها على عمق 2.5 متر تحت سطح الأرض، مصطفّة بجوار بعضها البض في وضعية دقيقة، يتوسطها تمثال للملك أمنحتب الثالث، وحوله تماثيل للمعبودات حتحور وأونيت من الشرق، وللملك حور محب والإله أتوم من الغرب.

وفي عام 1991 نُقلت أهم القطع المكتشفة إلى متحف الأقصر للفن المصري القديم، حيث خُصص لها جناح مستقل عُرف باسم “قاعة الخبيئة” والتي يجري تطويرها حاليًا استعدادًا لإعادة افتتاحها بصورة تليق بأهمية هذا الاكتشاف الفريد.

وألقت الخبيئة الضوء على الحياة الدينية في مصر القديمة خلال ازدهار مدينة طيبة، وجاء الاكتشاف أثناء أعمال التنقيب التي كانت تُجريها البعثة المصرية داخل المعبد، وتحديدًا في قلب الفناء العظيم شمالي المعبد، حيث تصطف الأعمدة البردية الضخمة التي كانت تشكّل مسرحًا لاحتفالات الأوبت الشهيرة. 

الموقع يعكس القيمة الطقسية للقطع المدفونة، والتي تنوّعت بين تماثيل لـ أمون وموت وخونسو، إضافة إلى تماثيل لملوك أهمهم أمنحتب الثالث، وعدد من الكهنة، وقد عُثر على التماثيل بحالة حفظ مدهشة، ما أتاح للباحثين قراءة النقوش والتعرف بدقة على أدوار أصحابها.

عملية دفن تلك التماثيل جاءت خلال أحد العصور المتأخرة، بهدف حمايتها من التدمير، أو نتيجة لإعادة تنظيم ساحات المعبد خلال أعمال تجديد واسعة. 

ويشير وجود تماثيل من عصور مختلفة إلى أن الكهنة جمعوا القطع في حفرة واحدة، ثم أغلقوها بإحكام لحفظها بعيدًا عن العبث أو الأحداث السياسية المتقلبة.

أهمية خبيئة الأقصر لا تكمن فقط في جماليات التماثيل أو تنوّعها الفني، بل لأنها أيضًا قدمت الدليل على استمرار الشعائر وطقوس المعبد لقرون طويلة، كما أضافت معلومات حول ترتيب التماثيل داخل الفناء، والأدوار الكهنوتية المرتبطة بالمواكب الدينية. 

والخبيئة محفوظة حاليًا في متحف الأقصر للفن المصري القديم، وأعلن المجلس الأعلى للآثار عن تطوير سيناريو العرض المتحفي الخاص بها، في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للارتقاء بجودة التجربة السياحية داخل المتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية.  

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن مشروع التطوير يهدف إلى إبراز أهم مقتنيات خبيئة الأقصر بأسلوب عرض معاصر يتوافق مع المعايير المتحفية العالمية، مع الحفاظ على القيمة التاريخية والأثرية للمجموعة، وتوفير تجربة ثرية ومتكاملة للزائرين.

وقال الدكتور أحمد حميدة رئيس قطاع المتاحف، إن أعمال رفع كفاءة كهرباء المتحف، داخلياً وخارجياً، تمت مع الحفاظ على البنية التحتية، إلى جانب تجديد لوحات التوزيع العمومية والفرعية، وتحديث أنظمة الإضاءة.

كما أشار إلى تزويد قاعة الخبيئة بشاشات عرض تفاعلية حديثة وبطاقات شرح جديدة، بما يعزّز من تفاعل الزائر مع المحتوى الأثري.

وأشار الدكتور علاء المنشاوي مدير المتحف، أن أعمال التطوير تشمل أيضًا تطوير السقف المعلق مطابق لتصميم لجنة سيناريو العرض، وتحديث وحدات الإضاءة في القاعة وفق رؤية عرض متحفي حديثة، وتنفيذ منحدرات (Ramps) لتيسير الزيارة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وضمان سهولة الحركة بين مستويات المتحف، وتقوية السقف وإعادة ترتيب الديكورات الخشبية واستبدالها بعناصر حجرية أكثر استدامة.

وأكد الدكتور محمود مبروك عضو لجنة سيناريو العرض المتحفي، أن لجنة سيناريو العرض المتحفي قدمت تصورًا جديدًا لإعادة توزيع القطع الأثرية داخل القاعة، بما يعكس التسلسل التاريخي والفني لمجموعة الخبيئة ويعزز من وضوح الرسالة المتحفية.

تم نسخ الرابط