رحلة «ملك» الأخيرة.. قصة طفلة قادها التعذيب للموت وحبس زوجة الاب بالمنيا
لم يكن أحد يتوقع أن الستار يُسدل على حياة طفلة صغيرة بهذا القدر من القسوة، في ليلة بدت هادئة كعادتها في إحدى قرى مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، "ملك" صاحبة الإثني عشر عامًا، وجدت نفسها محاصرة بين خلافات أسرية قديمة، ويدٍ غليظة لم ترحم طفولتها، وانتهت قصتها على سرير مستشفى يشهد على آخر أنفاسها، بينما تسابق جهات التحقيق الزمن لكشف ما إذا كان التعذيب وحده كافيًا لقتلها، أم أن وراء النهاية المأساوية سيناريو آخر بعد واقعة أطفال قرية دلجا الـ 6 ووالدهم بمركز ديرمواس.
النيابة تطلب فحص القيء لكشف شبهة التسمم
طالبت نيابة مركز سمالوط، تحت إشراف المستشار أسامة أبو الخير، المحامي العام لنيابات شمال المنيا، بفحص عينات قيء الطفلة "ملك" التي لفظت آخر أنفاسها بعد أيام من التعذيب، للتأكد من عدم تناولها مواد سامة قد تكون أسهمت في وفاتها إلى جانب ما تعرضت له من اعتداءات داخل منزل زوجة والدها.
خلافات بدأت منذ سنوات الغربة
بحسب شهادة خالة الطفلة، تعود بداية القصة إلى خلافات نشبت بين والدي ملك قبل 8 سنوات أثناء إقامتهم بالخارج، بعد رغبة الأب في إنجاب المزيد من الأطفال، رغم تأكيد الأطباء استحالة ذلك بعد إنجاب الطفلتين ملك وياسمين، تطورت الخلافات إلى طلاق بعد 13 عامًا من الزواج، ليتزوج الأب من أخرى، وتستقر الطفلتان معه نظرًا لظروفه المادية.
زوجة الأب بداية العذاب
تروي خالة ملك، أن زوجة الأب بدأت معاملتها هي وشقيقتها بقسوة، وحرمهما الأب من رؤية والدتهما، بل غادر القرية حتى لا تتمكن الأم من الوصول إليهما، وعندما طالبت ملك برؤية والدتها، زاد التوتر، وبدأت رحلة العنف.
محاولات الهروب وجريمة اليومين
حاولت ملك الهروب لمنزل والدتها، لتلاحقها زوجة الأب عبر توكتوك، وتبلغ زوجها، ليصدر أوامر بتأديبها، وتؤكد التحقيقات أن المتهمة "أسماء خ" قامت خلال يومين بتعذيب الطفلة عبر الكوي بالنار، والضرب بسيخ حديدي، وسكب الماء الساخن، ما تسبب في سقوط شعرها وتدهور حالتها حتى فارقت الحياة.
كشف الجريمة وبداية التحقيقات
وضعت زوجة الأب الجثمان أمام المنزل مدعية اختفائها بعد وفاتها، لكن وصول الأم للمستشفى ورؤية آثار التعذيب دفع أحد الأطباء لاستدعاء الطبيب الشرعي. وجاء التقرير مؤكدًا أن الوفاة ناتجة عن تعذيب شديد، وتطابقت شهادة شقيقتها ياسمين مع الأدلة.
اعترافات وحبس المتهمة
اعترفت المتهمة، البالغة 35 عامًا، في التحقيقات بتعذيب الطفلة، وتم تمثيل الجريمة أمام النيابة، التي قررت حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيق، مع استمرار فحص شبهة التسمم.
