في ذكرى ميلاده.. كيف طاردت فايز حلاوة لعنة تحية كاريوكا
تحل اليوم 24 يناير ذكرى ميلاد الكاتب والمخرج والممثل فايز حلاوة، الذي ولد عام 1932 بمحافظة المنوفية، ورغم بداياته بدراسة القانون في كلية الحقوق، لم يستطع حلاوة مقاومة شغفه بالفن، فالتحق بمعهد الفنون المسرحية، ليضع اسمه بين أبرز رواد المسرح السياسي في مصر.
ذكرى ميلاد فايز حلاوة
تميزت مسيرة فايز حلاوة الفنية بغزارة الإنتاج والتنوع، فشارك في تأليف وإخراج وتمثيل العديد من الأعمال المسرحية، بدءًا من مسرحية بلاغ كاذب، عام 1962.
ومن بين أبرز أعماله المسرحية "الثعلب فات"، و"قهوة التوتة"، و"نيام نيام"، حيث ترك بصمة واضحة في الساحة الفنية، كما امتدت موهبته إلى السينما والتلفزيون في أعمال مثل "حمام الملاطيلي" و"شقلباظ".
ولكن خلف هذه الإنجازات، ظلت حياته الشخصية محط جدل، خاصة علاقته بالفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، التي أثرت بشكل كبير على سيرته وتاريخه الفني.
القصة المثيرة للجدل مع تحية كاريوكا
تزوج فايز حلاوة من تحية كاريوكا رغم فارق العمر بينهما، حيث كانت تكبره بسنوات عديدة واستمر زواجهما لمدة 18 عامًا، لكن النهاية كانت مليئة بالخلافات والمشاكل التي تحولت إلى حديث الصحافة.
اتهم حلاوة بالاستيلاء على أموال كاريوكا وشقتها، ليطردها منها وهي ترتدي ملابس النوم، ويقيم فيها مع زوجته الجديدة، في واقعة أثارت غضبًا كبيرًا وتعاطفًا واسعًا مع الفنانة القديرة.
وتدخل الشيخ محمد متولي الشعراوي في محاولة لحل الخلاف، وعقد لقاء بينهما في فندق فلسطين. عرض الشيخ على حلاوة دفع نصف مليون جنيه كنفقة متعة لتحية، لكن رده الجاف أغضبها، ما دفعها لإلقاء طبق الطعام عليه تعبيرًا عن استيائها.
ورغم رفعها قضية لاستعادة شقتها، إلا أن كاريوكا قررت لاحقًا التنازل عنها، قائلة إنها سعيدة في مسكنها الجديد، وهو قرار أثار إعجاب الشيخ الشعراوي، الذي قال متأثرًا: "ربنا بنى لك قصورًا في الجنة، يا تحية."
اللحظات الأخيرة في حياة كاريوكا
قبل وفاة تحية كاريوكا، وبينما كانت في المستشفى في حالة غيبوبة، زارها فايز حلاوة ليطلب منها السماح، وبكى أمامها بحرقة وطلب غفرانها، لتظل تلك اللحظة علامة فارقة في سيرته.
ولا تزال هذه القصة تطارد اسم فايز حلاوة حتى اليوم، حيث يرى البعض أن تاريخه الفني تلطخ بسوء تعامله مع كاريوكا، رغم إسهاماته في المسرح والسينما.
رأي النقاد والمقربين
وصف الناقد طارق الشناوي العلاقة بين فايز حلاوة وتحية كاريوكا بأنها أثمرت مسرحًا لامعًا يعود وهجه إلى تحية، رغم محدودية موهبة حلاوة في الكتابة والإخراج.
أما الفنانة رجاء الجداوي، ابنة شقيقة تحية كاريوكا، فوصفت تفاصيل لقاءهما الأول وأحداث طردها من شقتها، مؤكدة أن تحية فضلت البقاء مستقلة رافضة أي علاقة تفرض عليها شروطًا مجحفة.
ورحل فايز حلاوة عن عالمنا في 1 أغسطس 2002، إثر إصابته بجلطة في المخ، تاركًا خلفه إرثًا مسرحيًا يتوسطه قصة مثيرة لا تزال تثير الجدل حتى اليوم.
