الأزهري : مصر مهد الحكمة ومنارة العلم عبر العصور بشهادة كبار علماء التاريخ
أشاد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بما تمتلكه مصر من إرث علمي وروحي ضاربٍ في أعماق التاريخ ، مؤكدا أن هذه الأرض كانت ولا تزال منارةً للفكر، ومهبطا للحكمة، ووجهة للباحثين عن المعرفة عبر العصور.
بلد العلم والحكمة
وقال الدكتور الأزهري إن علماء الأمة قد سجلوا هذه الحقيقة في مؤلفاتهم منذ قرون طويلة، مستشهدا بما أورده المؤرخ المصري الحسن بن إبراهيم بن زولاق الليثي في القرن الرابع الهجري في كتابه «فضائل مصر وأخبارها وخواصها»، حيث وصف مصر بقوله:
«ومصر بلد الحكمة والعلم، ومنها خرج الحكماءُ الذين عمّروا الدنيا بكلامهم، وحكمتهم، وتدبيرهم».
مقصد طلاب العلم
وأضاف وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري ابن زولاق كما نقل عنه أن مصر كانت مقصد طلاب العلم في العصور الأولى:«وكانت مصرُ يسير إليها في الزمن الأول طلبةُ العلم، وأصحابُ العلم الدقيق؛ لتكون أذهانهم على الزيادة، وقوة الذكاء، ودقة الفطنة، فما أكسبت أحدًا منهم بلادةً، ولا انقطع له خاطر».
مكانة مصر العلمية
وأكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أن هذا الوصف يكشف عن مكانة مصر العلمية منذ فجر التاريخ، موضحًا أن رحلات العلماء إليها لم تكن لمجرّد التعلّم، بل لزيادة الفطنة وتجويد المدارك، وهو ما يدلّ على طبيعة البيئة العلمية المصرية التي طالما احتضنت المفكرين وباركت نتاجهم.
العطاء المصري المستمر في ميادين العلم
وأشار وزيرالأوقاف الدكتور أسامة الأزهري إلى أن هذا العطاء المصري المستمر في ميادين العلم نال اعترافا لاحقا من كبار أعلام الحضارة الإسلامية؛ إذ شهد به بعد ابن زولاق بنحو قرن العلامة الأندلسي أبو القاسم صاعد بن أحمد التغلبي في كتابه «طبقات الأمم»، حيث قال:«وكان لقدماءِ أهلِ مصر الذين كانوا قبل الطوفان عنايةٌ بأنواع العلوم، وبحث عن غوامض الحكم».
دلائل حية على طبيعة الهوية المصرية
وختم الدكتور أسامة الأزهري تصريحه بالتأكيد على أن هذه الشهادات التاريخية ليست مجرد نصوص تروى، بل هي دلائل حية على طبيعة الهوية المصرية التي انحازت للعلم، وأسهمت في بناء الحضارة الإنسانية، وستظل كما كانت مصدر إشعاع فكري وروحي للأمة والعالم كله.



