رموز إسلامية |أبو هريرة رضي الله عنه .. المتواضع كثير العبادة والذكر
يعد الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه من أبرز رواة الحديث النبوي، وأكثرهم نقلًا للسنة المطهرة، حتى ارتبط اسمه في وجدان المسلمين بعبارة: "عن أبي هريرة رضي الله عنه قال…".
اسمه الراجح عند جمهور المؤرخين هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دَوْس اليمنية، وقدِم إلى المدينة في عام خيبر، ولازم النبي ﷺ ملازمة وثيقة، خاصة بعد أن انضم إلى فقراء أهل الصّفّة في المسجد النبوي، فتفرغ لسماع الحديث وحفظه في وقت انشغل فيه كثير من الصحابة بأعمالهم وتجارتهم.
ميلاده
لم يرد في المصادر التاريخية تاريخ دقيق لميلاد أبي هريرة رضي الله عنه، ولكن المتفق عليه عند أهل السير أنه ولد قبل الهجرة بنحو 21 سنة تقريبا , أي أن ميلاده يقدر ما بين 18 – 19 قبل الهجرة (حوالي سنة 603–604م تقريبًا), وذلك لأنه أسلم في السنة السابعة للهجرة وهو في نحو الثلاثين من عمره.
تكرار الأسانيد
روي عن أبي هريرة أكثر من خمسة آلاف حديث مع تكرار الأسانيد، وروى عنه مئات من الصحابة والتابعين، من بينهم كبار العلماء مثل ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيّب، واعتمدت المدارس الفقهية الكبرى على رواياته في بناء الأحكام الشرعية، كما شكّلت أحاديثه مادة أساسية للتفسير والوعظ والزهد.
ومع هذه المكانة البارزة، قرر علماء الحديث توثيقه ووصفوه بأنه ثقة حافظ متقن، مؤكدين أن كثرة الرواية جاءت نتيجة تفرغه للصحبة والحفظ، وشبكة واسعة من التلاميذ الذين نقلوا عنه وضبطوا حديثه.
تكشف سيرته جانبا إنسانيا واضحا , فقد عُرف بالتواضع وكثرة العبادة، وكان يكثر من الذكر والبكاء من خشية الله، ويحرص على تعليم الناس في المسجد النبوي وفي بيته، حتى تحوّل مجلسه إلى ملتقى لطالبي العلم والفتوى.
كما ارتبط اسمه بروايات حفلت بمعاني الرحمة والأخلاق، في الحث على إطعام المساكين، والشفقة على الحيوان، والرفق بالضعفاء، وهي روايات ترجح في تقدير كثير من المتخصصين كفة الصورة الإيمانية العميقة في شخصيته.
توفي أبو هريرة رضي الله عنه في سنة 59 هـ على الأشهر والأصح عند المؤرخين،
وقيل أيضًا: 57 هـ أو 58 هـ، لكن الراجح والمعتمد هو 59 هـ,ويوافق ذلك تقريبًا سنة 679م.


