كيف يمكن تحصين النفس من الفتن، وهل هناك عبادات محددة تساعد الشخص على الثبات؟
أصبح سؤال: كيف يحصّن الإنسان نفسه من الفتن؟ واحدًا من أهم الأسئلة التي تشغل الكثيرين. فالفتن لم تعد مرتبطة بزمان أو مكان، بل باتت تحيط بالإنسان في حياته اليومية
كيفية تحصين النفس من الفتن ؟
لكي يقوى الإنسان على مقاومة الفتن، وحفظ نفسه من مكائد النفس والشيطان، أكدت دار الإفتاء أن عليه أن يسعى ليكون عبدًا طائعًا مخلصًا لله تعالى، مستعينًا به في كل أموره، ومتوكلًا عليه، ولا يغتر بنفسه أبدًا مهما أكثر من الطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101].
كيفية تحصين النفس من الفتن ؟
ومن الأمور المعينة على تهذيب النفس وتزكيتها: الإكثار من ذكر الله تعالى، وترسيخ محبته ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القلب، ومنها: قراءة القرآن الكريم وتدبره، والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي لا سيما الكبائر، ومحاسبة النفس، وعدم اليأس من الاستقامة مهما وقع الإنسان في الذنوب أو تكررت فليحسن الظن في عفو الله ومغفرته، وليبادر بترك الذنب وتجديد التوبة منه، قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45]
17 ركعة يوميًا تكتبك حامدًا وتحصنك من الفتن.. اغتنمها في هذا الوقت
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن الله ورسوله أوصانا في كتابه سبحانه وتعالى، وما تركه لنا رسول الله ﷺ من خيرٍ وأثر أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الإثم والعدوان.
فضل المحافظة على الصلاة
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [المائدة:2]، أمرنا أن نتعاون على البر والتقوى، وأن نبتعد عن الاشتراك على الإثم والعدوان، وجعل هذا من ملامح التقوى، وتوعدنا، وهددنا، وحذرنا بأن الله سبحانه وتعالى شديد العقاب يُمهل، ولا يُهمل.
وتابع في حديثه عن طريق الجنة: في بعض الأحيان يمل الناس النعم وكأنهم يشتاقون إلى النقم، اللهم سلّم؛ ولذلك عودنا ربنا أن نكرر في كل يوم في سبع عشرة ركعة الحمد لله رب العالمين؛ ولذلك فإن من حافظ على صلاته تعوّد الشكر لله رب العالمين، {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى}.
ما البر، وما هو الإثم؟
ولفت علي جمعة إلى أن النواس بن سمعان رضي الله تعالى عنه يسأل رسول الله ﷺ، يا رسول الله ما البر والإثم؟ -حتى نتعاون على البر ونترك الإثم-؛ فقال له ﷺ -وقد أوتي جوامع الكلم- : «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وخفت أن يطلع عليه الناس» البر حسن الخلق، إذًا فلابد أن نتعاون على حسن الخلق، حسن الخلق يقول فيه رسول الله ﷺ: «التبسّم في وجه أخيك صدقة»، ويقول ﷺ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن»، ويقول ﷺ: «أحسن الحسن الخلق الحسن»، ويقول ﷺ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ويقول ﷺ: «إياك وكرائم أموالهم، وعليك بحسن الخلق».
وكان ﷺ كان خلقه القرآن، كان رحيمًا رفيقًا؛ لأن القرآن يبدأ رسالته {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1]، ويقول في شأنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، ويقول في شأنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم:4]، «البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان سبحانه وتعالى لا يموت، افعل ما شئت؛ فكما تدين تدان» «البر لا يبلى» لا يُنسى، لا ينتهي؛ فإن كلمة الخير تهز هذه الأكوان هزا.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وشدد علي جمعة أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة، ولا تحقرن من المعروف شيئا، حتى ولو أن تلق أخاك بوجهٍ طلق، تعاونوا على البر والتقوى {لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَالمَلَائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} إيمان، ثم يتلوه عمل ينبثق عن هذا الإيمان {وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ} {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ} [البقرة:177]، {وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ} إذن عمل ارتبط بعقيدة.



