هل تأثم الأم لحرمانها الأب من رؤية الأبناء بعد الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب|خاص
يكثر الجدل حول قانون الرؤية واستغلال بعض الأمهات الحق في الحضانة بحرمان الأب من رؤية أبنائه، ويصل الأمر لتشويه صورته في عين أبيه، فهل وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالأم ثلاثا ثم الأب واحدة يعطيها الحق في حرمان الأب من الرؤية؟
هل حديث النبي «أمك ثم أمك» يعطيها الحق في حرمان الأب من الرؤية؟
يواصل موقع «نيوز رووم» الجواب على أسئلة المتابعين من خلال برنامج «نور الفتوى»، حيث ورد سؤال عن حكم ما يحدث من مشاكل بين الزوج والزوجة وتأثيره على الأطفال سواء العلاقة الزوجية قائمة أو العلاقة الزوجية انتهت.
كيف يتصرف الأبناء عند حدوث مشاكل بين الوالدين؟
قال الدكتور وحيد عبدالجواد أمين الفتوى بدار الإفتاء ردا على السائل: ماذا يفعل الأبناء في حال وجود مشكلات بين الأب والأم حال وجود العلاقة الزوجية أو حدث الانفصال؟، ينبغي على الأبناء أن يبتعدوا عن الخلاف الحادث بين الوالدين، وأن يكونوا طرفا محايدا دون انحياز للأب أو للأم حتى لا يكون ذلك سببا في غضبهما.
وتابع من خلال «نور الفتوى»: في حال كون الابن أو الابنة في حالة نضج فكري ويريد أن يصلح بينهما خاصة في ظل درايته بارتكاب أحدهما للخطأ، أن يتوجه إليه بالنصح برفق ولين وأدب، وأدا ينصحه أمام الطرف الآخر، فأنصح الأب أو أنصح الأم برفق ولين وسهولة حتى لا يغضب الأب أو لا تغضب الأم، مستدلا بقول الله تعالى: «وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)».
وأضاف أمين الفتوى: إذا كان الإنسان مأمور أنه يخاطب الوالدين حتى في حال الكفر أنه يقول لهما قولا كريما فكيف به بمثل هذه الأحوال، لافتا إلى أنه في حال عدم التوصل لنتيجة على الأبناء البحث عمن يحترمه كل طرف ليصلح، لقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» [النساء:35].
حكم سعي الوالدين لتشويه صورة الآخر عند الأبناء بعد الطلاق
أما حال حدث الانفصال بين الزوجين، قال أمين الفتوى: يحرم على الأب أو الأم أن يستغلا الأبناء وأن يسعى كل واحد منهما لتشويه صورة الآخر عند الأبناء أو حرمانه من حق الآخر فيه، لافتًا إلى أنه في واقع حضانة الأم للأبناء فإنه يحرم عليها ذلك، مؤكدًا إن لم تجد كلامًا طيبًا فليتوقف عن التشويه خاصة وأن الانفصال قد وقع.
حق الرؤية لا يسقط
فيما شدد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن منع أحد الوالدين من رؤية أبنائه بعد الانفصال بين الزوجين أمر مرفوض شرعًا، مؤكدًا أن حق الرؤية لا يسقط بأي حال، حتى إن كان أحد الطرفين مقصرًا في واجباته مثل النفقة.
وفي تصريحات تلفزيونية، أوضح وسام أن من حق الأب رؤية أبنائه، ومن حق الطفل رؤية والده، ولا يجوز للأم أو لأي طرف آخر أن يحول دون هذا الحق، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الحقوق يجب أن تبقى مستقلة، فلا تُستخدم النفقة ذريعة لمنع الرؤية أو العكس.
وبيّن أن الشريعة الإسلامية تُفرّق بين الحقوق ولا تُجيز إسقاط أحدها بسبب الإخلال بآخر، قائلاً إن الطفل هو المتضرر الأكبر من هذه الممارسات، داعيًا إلى الرحمة والعدل في التعامل بين المطلقين، خاصة في ما يتعلق بمصلحة الأبناء النفسية والاجتماعية.
كما استشهد بكلام النبي ﷺ حول خطورة التفريق بين الأم وولدها، مبينًا أن الشريعة حذرت من منع التواصل الطبيعي بين الأبناء وذويهم، حتى في أقسى الظروف.
وأكد وسام أن المطالبة بالحقوق المادية مثل النفقة يجب أن تتم عبر القنوات القانونية المختصة، وأن دور الإفتاء هو بيان الحكم الشرعي وليس الفصل في النزاعات، وهو ما يختص به القضاء.
وختم بدعوة الآباء والأمهات إلى تغليب مصلحة الأطفال فوق الخلافات الشخصية، والابتعاد عن الوسائل التي تسبب ضررًا نفسيًّا للأبناء، مشددًا على أهمية العدل في العلاقة بين الآباء والأبناء وعدم استخدام الأبناء كوسيلة عقاب.



