رشوة اليوم لعنة الغد..الأوقاف تحذر من مال يمحو البركة ويهدم العدل
أكدت وزارة الأوقاف أن الرشوة من أخطر الآفات التي تهدد القيم، وتهدم العدالة، وتنزع البركة من المال والحياة، محذرة من التهاون في التعامل معها تحت أي مبرر أو مسمى , مشددة على أن من يعود إلى بيته بمال الرشوة إنما يعود بمال حرام، لا يمت إلى الرزق الحلال بصلة، مؤكدة أن ليس كل ما يدخل الجيب يعد رزقا، بل قد يكون وزرا ثقيلا إذا كان طريقه محرما، لأن الرزق الحقيقي هو ما كان من كسب طيب مشروع، موافقا لأوامر الله تعالى وحدود شرعه.
الاعتداء على الحقوق
وأوضحت وزارة الأوقاف أن من يتقاضى الرشوة بحجة تسهيل مصلحة، أو تمرير اوراق، أو تقديم خدمة لا يستحقها صاحبها، إنما يبيع ضميره، ويظلم غيره، ويفتح باب الفساد بيده، ايا كان موقعه او مظهره او درجته الوظيفية، فالميزان في نظر الشرع هو الحق والعدل لا المظهر ولا المنصب.
ولفتت وزارة الأوقاف إلى أن الرشوة قد تبدو في ظاهرها مالا سهلا وكلاما منمقا وشكرا من طالب الخدمة، لكنها في حقيقتها سم قاتل، يمحق البركة، ويقلب حياة صاحبها ضيقا وضنكا، ولو كثر المال في يده، مصداقا لقوله تعالى: "يمحق الله الربا ويربي الصدقات"، فكيف بمال حرام جاء بطريق الرشوة والاعتداء على الحقوق.
أركان استقامة المجتمعات
وأوضحت وزارة الأوقاف أن من يتورطون في الرشوة يعكرون صفو الحياة العامة، ويفسدون نقاء المعاملات، ويهدمون ركنا اصيلا من أركان استقامة المجتمعات، وهو ركن العدل الذي لا قيام لاي مجتمع محترم بدونه، مشيرة إلى ان المجتمعات التي تستبيح الرشوة ولا تواجهها مواجهة حاسمة، لا يمكن ان تنعم باستقرار حقيقي ولا امان مستدام.
واستدلت وزارة الاوقاف بقول الله سبحانه وتعالى: "ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل" البقرة: 188، موضحة ان الرشوة صورة من صور اكل اموال الناس بالباطل، لما فيها من اعتداء على الحقوق، وتضييع للامانة، وتغيير لمسار العدالة عن موضعها الطبيعي.
خطورة جريمة الرشوة
كما استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الراشي والمرتشي"، وفي رواية: "والرائش بينهما" اي الوسيط الذي يسعى بينهما ويزين الحرام، مؤكدة ان اللعن في السنة النبوية لا يرد الا في الكبائر، مما يدل دلالة واضحة على خطورة جريمة الرشوة في ميزان الشرع.
و دعت وزارة الأوقاف كل من تسول له نفسه تقاضي الرشوة او التوسط فيها الى تقوى الله تعالى، والتفكر في خطورة هذا الفعل على دينه وسمعته واهله وماله، مشددة على ان هذا المال الحرام يدخل جسد صاحبه وجسد اولاده، ويكون وبالا عليه يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا جاه ولا نفوذ.
كما حذرت وزارة الاوقاف من ان يكون الموظف او المسؤول سببا في ضياع حق او تعطيل مصلحة او تقديم غير المستحق على المستحق بسبب الرشوة، مؤكدة ان ذلك من اعظم صور الظلم، وان الظلم ظلمات يوم القيامة، وان الله تعالى يمهل ولا يهمل.
التوبة الصادقة
ودعت وزارة الأوقاف كل من تورط في هذا الباب الى التوبة الصادقة، والرجوع الى الله، والعزم على عدم العود، ورد المظالم الى اهلها قدر الاستطاعة، والعمل على تصحيح مسار حياته بالالتزام بالكسب الحلال، ولو كان قليلا، مؤكدة ان القليل الحلال خير من الكثير الحرام، وان البركة مع الحلال، ولو بدا في ظاهره محدودا.



