مرض ارتجاع المريء.. أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

المحتويات
يُعد مرض ارتجاع المريء أو داء الارتداد المعدي المريئي، من الأمراض المنتشرة بصورة كبيرة في الفترات الأخيرة، ويُعاني الكثيرين منه ويبحثون عن أسبابه وطرق علاجه.
ويُقدم نيوز روم للقراء والمتابعين، كافة المعلومات عن مرض ارتجاع المريء وأسبابه وأعراض هذا المرض وطرق علاجه من خلال التقرير التالي:-
ما هو مرض ارتجاع المريء؟
كما ذكرنا في البداية، فإن مرض ارتجاع المريء، يُعرف أيضًا بداء الارتداد المعدي المريئي، وهو رجوع حمض المعدة بصورة عكسية من المعدة إلى المريء، الأمر الذي تأتي معه بعض الانزعاجات للشخص المصاب، مع إمكانية تفاقم الأمر ووصوله إلى التهاب الجدار الداخلي للمريء نفسه.
وللعلم، فإن ارتجاع المريء أو التهاب المريء أو الارتداد المعدي المريئي كما يسمى طبيًا، هو عرض وليس مرضا، حيث يُمكن أن تختفي أعراضه بسرعة، إذا ما عدل الشخص المريض من نظامه الغذائي، لكن في حال استمر الأمر وظلت الإصابة، فإن ذلك يعني ضرورة استشارة الطبيب لأنه سيصبح داء ومرضا وليس عرضا.
أسباب ارتجاع المريء
مرض ارتجاع المريء يرتبط بالأساس بالمعدة والنظام الغذائي، وينتج عن اضطراب في صمام المعدة الذي يمنع ارتداد الحمض إلى الأعلى، مما يُشكل حالة من القلب والاضطراب للمريض.
ومع أن جميع الأشخاص معرضون للإصابة بـ مرض ارتجاع المريء، إلا أن بعض الحالات التي قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالارتداد المعوي، ويأتي في مقدمتها التدخين أو التعرض للتدخين السلبي، بجانب السمنة المفرطة وكذلك التقدم في العمر، والحمل حيث تعد النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة به، وذلك بنحو 40 إلى 85% من النساء الحوامل.

الفتق الحجابي أو كما نسميه بالعامية "الفتاق"، قد يكون سببا في زيادة إمكانية الإصابة بمرض ارتجاع المريء، وكذلك الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو تناول الطعام بشراهة لفترات مستمرة، بجانب إمكانية الإصابة به بسبب تناول أدوية معينة مثل الأسبيرين أو مثبطات قنوات الكالسيوم أو الإيبروفين.
أضف إلى ذلك أنه من الممكن أن يُصاب الإنسان بمرض ارتجاع المريء، بسبب الممارسات الصحية الخاطئة، مثل تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، أو تناول الأطعمة التي تسبب زيادة الحمض المعدي، أو حتى تناول الطعام ثم النوم مباشرة أو الاستلقاء، دون منح الجهاز الهضمي الفرصة للعمل على هضم الطعام بشكل جيد.
اضطرابات صحية قد تسبب الإصابة بـ ارتجاع المريء
وبجانب الأسباب السابقة التي ذكرناها في الأعلى، فإنه من الممكن أن يتعرض الإنسان للإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي، بسبب بعض الأمراض أو الاضطرابات الصحية، مثل الحمل أو الربو أو تصلب الجلد أو التهاب المفاصل أو القلق أو الذئبة أو متلازمة الأمعاء العصبية.
ويُمكن للأطعمة أن تسبب ارتجاع المريء بشكل كبير، ومنها الأطعمة العالية بالدهون مثل الوجبات السريعة "الفاست فود"، والأطعمة المقلبة بالزيت، وكذلك الأطعمة الحارة، بجانب بعض الفواكه والخضروات مثل الطماطم والأناناس، وبعض السوائل مثل الشاي أو القهوة أو الكولا، إذا كانت هذه المشروبات على معدة فارغة بشكل أكبر.
أعراض ارتجاع المريء
أما عن أعراض ارتجاع المريء، فأشهر شيء خاص به هو زيادة الحموضة في المعدة مع الشعور بالحرقان الزائد والذي يبدأ من المعدة وصولا للصدر والحلق والرقبة، وفي بعض الأحيان يكون هناك طعم حامض خلف الفم أو طعم مر كذلك، كما أنه قد يتم ارتجاع الطعام أو السوائل إلى الفم والحلق من المعدة.
ومن أعراض ارتجاع المريء أيضًا، ضيق التنفس بجانب الغثيان والسعال الشديد ورائحة الفم الكريهة والشعور الدائم بوجود كتلة في الجزء الخلفي من الحلق وأيضًا ظهور الصوت بشكل مبحوح.
أعراض ارتجاع المريء الحاد والشديد
أما إذا كان ارتجاع المريء وصل لدرجة صعبة مع المريض، فإن الأعراض تصبح أكثر شدة وخطورة، وذلك من خلال ظهور صعوبة في البلع وكذلك وجود ألم عند بلع الطعام أو المشروبات، بجانب وجود الغثيان والقيء وفقدان الوزن وفقر الدم والنزيف.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن الأطفال الرضع قد يتعرضون لارتجاع المريء، ويُمكن ملاحظة ذلك من خلال ظهور الأعراض الخاصة بهم، كالاختناق وتقوس الظهر أثناء الرضاعة أو بعدها، بجانب الصعوبة في البلع ورفض الطعام، أو السعال المتكرر والالتهاب الرئوي والصعوبة في النوم وفقدان الوزن والنمو البطيء.
علاج ارتجاع المريء والأدوية الخاصة به
بعد التشخيص من الطبيب، فإن علاج المريء يكون عبارة عن تناول أدوية معينة يحددها الطبيب المختص، والتي غالبا تكون من أدوية الحموضة والارتجاع، وعلى رأسها حاصرات مستقبلات الهيستامين2، والتي تقلل من كمية الحمض المنتج من المعدة، بجانب مثبطات مضخات البروتين، مثل أوميبرازول ولانسوبرازول، بجانب مضادات الحموضة والأدوية التي تساعد على تفريغ المعدة بشكل أسرع مثل الإيريثروميسين.

وفي حالة تعافي المريض من مرض المريء من خلال الأدوية، فإنه يمكن استخدام الجراحة واللجوء إليها لمداوة المريض، ومنها عملية شد عضلة الصمام أو عملية تثنية القاع وخياطة الجزء العلوي ن المعدة حول المريء لتقليل الحموضة، وكذلك اللجوء لعملية السمنة حال كان المرض ناتج عن السمنة.
علاج ارتجاع المريء في المنزل
يُعتبر الأساس في علاج المريء وحتى قبل تناول الأدوية أو العقاقير الطبية، هو تغيير نمط الحياة وتغيير الأطعمة والشكل الغذائي، حتى يتمكن المريض من العودة لطبيعته.
ويُمكن فعل ذلك في المنزل بعد استشارة الطبيب، من خلال ممارسة تمارين التنفس وفقدان الوزن الزائد وتناول وجبات أصغر حجما حتى لو كانت أكثر من 3 وجبات، بجانب تناول الطعام بشكل بطيء بدلًا من السرعة والشراهة مع ضرورة مضغه جيدا.
وأيضًا يمكن الاعتياد على النوم في وضع مائل ورفع الرأس عن مستوى الجسم، والإقلاع عن التدخين وارتداء ملابس فضفاضة حول البطن وتناول الأطعمة والسوائل التي تقلل من الحموضة وتجنب تناول المحفزات والمشروبات الكحولية والأطعمة الدهنية.