00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

قصص الأنبياء.. كيف ترسخ عبودية الله سبحانه في قلوب الأبناء من خلال وصية لقمان؟

وصايا لقمان
وصايا لقمان

 سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على كيفية ترسيخ عبودية الله سبحانه في قلوب الأبناء، وذلك من خلال القصة.

قصص الأنبياء.. ما هي وصية لقمان لابنه؟

وقال الأزهر، إن التربية بالقصة من أعظم وسائل التربية نفعًا، وقد ذخر القرآن الكريم والسنة المشرفة بهذه القصص، والتي منها قصة لقمان عليه السلام؛ فقد قال الله سبحانه على لسان لقمان وهو يرسخ عبودية الله في قلب ابنه وعمله: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. [لقمان: 17]

وتابع: السُّنة المشرفة ترشدنا إلى تعليم الأولاد أركان الإسلام وهم صغار، كما وجدنا سيدنا رسول الله ﷺ يُدرب ناشئة الصحابة على الصلاة تدريبًا عمليًّا، ومن ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما قام يصلي وراء النبي ﷺ قيام الليل فقام عن شماله فأقامه ﷺ عن يمينه. [أخرجه البخاري]

وصايا لقمان لابنه

كان لقمان رجلا صالحا ذو عبادة، وحكمة عظيمة ويقال: كان قاضيا في زمن داود عليه السلام، وكان رجلا طويل التفكر عميق النظر لم ينم نهارا قط ولم يره أحد يبزق، ولا يتنحنح، ولا يبول ولا يتغوط ولا يغتسل، ولا يعبث، ولا يضحك، وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها وكان قد تزوج وولد له أولاد، فماتوا فلم يبك عليهم وكان يغشى السلطان، ويأتي الحكام لينظر ويتفكر ويعتبر فبذلك أوتي ما أوتي ومنهم من زعم أنه عرضت عليه النبوة فخاف أن لا يقوم بأعبائها فاختار الحكمة لأنها أسهل عليه والله أعلم.

والمشهور أنه كان حكيمًا وليًا ولم يكن نبيًا وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه.

وجوهر قصة لقمان أنها تشتمل على العديد من الحكم، والمواعظ، والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر.

أولها ـ أن لقمان وعظ ولده الذي هو أحب الخلق إليه، وهو أشفق الناس عليه فقال له: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فنهاه عنه وحذره منه لأن الله لا يغفر أن يشرك به.

ثانيها ـ نهى لقمان ولده عن ظلم الناس ولو بالشيء اليسير فإن الله يسأل عنه ويحاسب عليه.

وأخبره أن هذا الظلم لو كان في الصغر كالخردلة و كان في جوف صخرة صماء لا باب لها، أو لو كانت ساقطة في شيء من ظلمات الأرض أوالسماوات في اتساعهما وامتداد أرجائهما، لعلم الله مكانها فلا يخفى عليه الذر مما تراءى للنواظر أو توارى.

كما قال تعالى(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام 59] ثالثها ـ أمر لقمان ابنه بالصلاة فقال له: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ) أي أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما شرع فيها واجتنب ما نهي عنه فيها لأن الصلاة هي عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين.

رابعها ـ أمر لقمان ابنه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقال له: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور)ِ ثم أمره بالصبر وذلك أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادى وينال منه من قبل الناس ولهذا أمره بالصبر على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج.

خامسها ـ أمر لقمان ابنه بعدم التكبر على الناس وأن لا يصرف وجهه عن الناس حال كلامه لهم وكلامهم له على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم.

(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) سادسها ـ نهى لقمان ابنه عن التبختر في المشية على وجه العظمة والفخر على الناس كما قال تعالى(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا).

ولما نهاه عن الاختيال في المشي أمره بالقصد فيه فإنه لابد له أن يمشي فنهاه عن الشر، وأمره بالخير فقال(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) أي لا تبتاطأ مفرطا ولا تسرع إسراعا مفرطا ولكن بين ذلك.

سابعها ـ أمر لقمان ابنه بأن يغض من صوته فقال له: (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) أي إذا تكلمت لا تتكلف برفع صوتك، فإن أعلى الأصوات، وأنكرها صوت الحمير.

وقد ثبت الأمر بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها تكون قد رأت شيطانا ولهذا نهينا عن رفع الصوت حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه.

تم نسخ الرابط