دعوة للجهاد في غزة.. ماذا قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إسرائيل الكبرى ؟

دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اليوم الجمعة، الأولى من شهر شوال تحت شعار «غزة العزة»، بسبب العدوان الصهيوني على غزة ودمشق وحماة ولبنان.
ماذا قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟
وجاء بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن العدوان الصهيوني على دمشق وحماة ولبنان: الحمد لله القائل: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان} [النساء: 75]، والصلاة والسلام على نبي الرحمة القائل: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
وأدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأشد عبارات الشجب والاستنكار العدوانَ الصهيوني المتكرر على الأراضي العربية الإسلامية، وآخرها على دمشق وحماة ولبنان.
وقال الاتحاد، إن هذا العدوان الذي يتجاوز كل القيم والمواثيق الدولية، ويكشف عن وجه المحتل الغاشم الذي لا يرى في الأمة الإسلامية إلا هدفاً لتمزيق وحدتها وانتهاك سيادتها.
وتابع الاتحاد، بقلق بالغ ما يجري من جرائم مستمرة في غزة الجريحة، وسوريا ولبنان واليمن، مؤكدا أن العدوان الصهيوني لا يقف عند حدود غزة، بل يهدف إلى توسيع رقعة الاستيطان والهيمنة في إطار مشروع "إسرائيل الكبرى"، وهذا ما تؤكده السياسات الأمريكية المنحازة، لا سيما في فترة الرئيس دونالد ترامب، الذي وقف صراحة إلى جانب حكومة الاحتلال ورئيسها نتن ياهو في مشاريعه الاحتلالية.
ووبحكم المسؤولية الشرعية والعلمائية والدعوية، توجه إلى الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية بنداء أن ينهضوا لوقف هذه الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، ولصدّ العدوان على العواصم العربية والإسلامية.
وحذّر الأمة كلها، شعوباً وحكومات، بأن العدوان لن يتوقف عند حدود بلد دون آخر، وإنما ستمتد ناره إلى الجميع، إن لم يُوقف الآن. وإن الطغيان الصهيوني بلغ من الوقاحة ما لا يجوز السكوت عنه شرعاً ولا قانوناً، ولا طبعا، ولا شهامة .
وشدد على أن الحل هو وحدة الأمة العربية والإسلامية على التصدي لهذا العدوان والله تعالى يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) }الصف: 10-13{ ويقول تعالى :(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء: 75، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد: 7.
وطالب بموقف موحّد وقويّ يشمل:
1- التهديد باستخدام القوة العسكرية الرادعة.
2- المقاطعة الاقتصادية والسياسية الشاملة.
3- وقف تصدير البترول والغاز إلى الدول الداعمة للعدوان.
4- تفعيل أدوات الضغط الدبلوماسي والقانوني في المحافل الدولية.
وتحت نداء عاجل من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لنصرة أهل غزة وتفعيل تحركات الأمة، وتخصيص خطبة الجمعة لنصرة غزة العزة، مؤكدا للعالم أجمع بأن الجرائم حكومة نتنياهو في غزة تجاوزت كل الحدود، ويخاطب إيمان المؤمنين، وضمير الإنسانية بضرورة إيقاف قتل النساء والأطفال بالأسلحة المدمرة والجوع والعطش والمرض،
وطالب بضرورة التضامن مع أهل فلسطين من خلال تحركات عاجلة تشمل جميع الوسائل المؤثرة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على مستوى الحكومات، كما يطالب الخطباء في العالم بتخصيص خطب الجمعة الموحدة، المسيرات السلمية، والضغط السياسي لإيقاف العدوان.
كما دعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للاستمرار في دعم غزة وتوثيق الانتهاكات حتى رفع الحصار وتحقيق العدالة.
نص البيان:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق والأسى ما يتعرض له إخواننا في قطاع غزة من ابادة جماعية، وجرائم حرب ممنهجة، وتجويع ممنهج، وحصار جائر، وتهجير قسري، تحت وطأة الآلة العسكرية الصهيونية المدعومة من قوى الاستكبار العالمي. وفي ظل هذا العدوان السافر يؤكد الاتحاد تضامنه الكامل مع أهلنا في الأرض المحتلة، ويذكّر بوجوب نصرة المظلومين كما أمرنا الله تعالى في قوله: [وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ] (الأنفال:72)، وفي الحديث الشريف: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (متفق عليه).
وفي إطار الواجب الشرعي والإنساني، يدعو الاتحاد كافة الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل عبر الخطوات التالية:
بالنسبة للحكومات ضرورة بذل كل الجهود العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لوقف العدوان، والضغط على أمريكا لمنع العدوان، فهي القادرة على ذلك، وهي التي تعد مشاركة فيما يحدث في غزة.
وبالنسبة للمسلمين فواجبهم:
1- تخصيص الجمعة الموحدة لأجل غزة العزة:
2- المسيرات السلمية العالمية:
نوجه الدعوة إلى جميع المصلين في كل المساجد حول العالم للخروج في مسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة، إلى أقرب مكان عام، للتعبير عن التضامن مع غزة ورفض العدوان، مع التأكيد على الالتزام الكامل بالسلمية وعدم التصادم مع الأجهزة الأمنية، رفع شعارات التي تُعرّي الجرائم الصهيونية وتُطالب بوقف الحرب.
3- تنسيق الجهود المؤسسية:
نطلب من اتحادات العلماء والهيئات الإسلامية في كل بلد تنظيم فعاليات الضغط السياسي والإغاثي، وخاصة في الأردن وسوريا وليبيا واليمن والعراق وتركيا وماليزيا وباكستان، وغيرها من الدول.
4- الاستمرارية والتكثيف:
نؤكد على أهمية تكرار هذه التحركات أسبوعياً، وزيادة زخمها حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار الظالم عن غزة.
5- مشاركة المجتمع المدني الدولي:
ندعو منظمات حقوق الإنسان، والبرلمانيين، والمحامين، والنقابات المهنية، والطلاب، والإعلاميين، إل تنظيم وقفات احتجاجية وضغط قانوني خلال ايام الأسبوع، وتوثيق الانتهاكان ومقاضاة قادة الاحتلال وجنوده في المحافل الدولية.
وثمن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل الجهود الخيرّة في كل العالم التي تبذل لنصرة إخواننا في غزة، ويدعو الله تعالى أن يمنَّ على الأمة بالوحدة والقوة، وأن ينصر المظلومين ويحفظ دماءهم وأعراضهم.