عدو للإنسانية لا يراعي قيمة الحياة
الأزهر في يوم اليتيم: هناك عائلات بأكملها ذهبوا تحت التراب في غزة

دعا الأزهر الشريف، العالم للوقوف بجوار غزة، مذكرًا إياهم بأن اليتيم الذي يحتفى به اليوم الجمعة الأولى من إبريل ليس من فقد أباه فقط.
الأزهر في يوم اليتيم: هناك عائلات بأكملها ذهبوا تحت التراب
وقال الأزهر: «ربما يحتفي الكثيرون حول العالم بالمطالبة برعاية اليتيم، الذي فقد أبويه أو فقد أحدهما، غير أنَّ المشهد في قطاع غزة مختلف تمام الاختلاف، فليس الأب وحده هو منْ فُقدَ، وترك من بعده أطفالًا يتامى، وإنما المشهد هناك هو أن عائلات بأكملها: برجالها ونسائها وأطفالها ذهبوا تحت التراب، بعد أن تسلَّط عليهم إرهاب صهيوني غاشم، عدو للإنسانية، لا يراعي قيمةً للحياة، ولا حرمةً لقدسيتها».
ودعا الأزهر لأهل غزة قائلًا: «اللهم إن عبادك في غزة مغلوبون فانتصر للمغلوبين المستضعفين».
اللهم إنا نستغيث بك، أن تنصر أهل غزة، نسألك اللهم أن تكشف عنهم البلاء وأن تمدهم بمدد من عندك، اللهم إنهم حُفاةٌ فاحمِلْهم، إنهم عُراةٌ فاكْسُهُم، إنهم جِياعٌ فأَشْبِعْهُم، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِم الصهاينة وانْصُرْنَا عليهم".
عندما تصبح العدالة الدولية مجرد حبر على ورق
فيما دعا مرصد الأزهر المؤسَّسات الإسلامية والعربية إلى تكثيف جهودها لحماية المسجد الأقصى، ودعم صمود المقدسيين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، مؤكدًا أن جريمة اقتحام ساحات المسجد الأقصى من قِبَل المتطرفين الصهاينة تأتي ضمن جرائم الاحتلال ومخططاته لتزوير الحقائق التاريخية، ومحاولة طمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة.
في ضوء التطورات الأخيرة التي يشهدها المجتمع الدولي، تواجه الإنسانية نقطة تحول محورية تستدعي منا وقفة تأمل جادة لإعادة تقييم آليات العدالة الدولية وتعزيز فاعليتها. إن احترام القرارات الدولية لا يقتصر على كونه التزامًا قانونيًا فحسب، بل يُعتبر أساسًا أخلاقيًا وإنسانيًا راسخًا لبناء عالم يسوده السلام والعدل.
لذا، يشكل تجاهل قرارات المحكمة الجنائية الدولية تهديدًا جسيمًا لجهود المجتمع الدولي في تحقيق العدالة لضحايا الجرائم المروعة. فالعدالة لا تعرف حدودًا، ولا يمكن لأحد أن يفلت من العقاب مهما كانت منصبه.
بناءً على ذلك، يستنكر مرصد الأزهر بشدة أي تحرك يهدف إلى إضعاف المحكمة الجنائية الدولية أو الطـ-عن في نزاهتها، فهي صرح للعدالة الدولية، وعلى المجتمع الدولي الوقوف صفًا واحدًا لدعمها في محاسبة مجرمي الحرب.
كما نشدد على أن تفعيل القرارات الدولية ومحاكمة مجرمي الحرب هو حجر الزاوية في بناء السلام والعدل. فالبشر سواسية أمام القانون، ولا مكان لانتهاك الحقوق أو الاستهانة بالأرواح، وإلا سادت شريعة الغاب.
وشدد المرصد أنه لا وقت للصمت! فالصمت يشرع لجرائم جديدة، وغزة ليست سوى مقدمة لمأساة قادمة، والنتيجة واحدة: دماء تُراق، وأزمات دولية تتفاقم، وسطور من الألم والفقد تكتب بدماء الأبرياء.