تحصّن الأذكار المسلم من الشيطان .. لماذا نحرص على أذكار الصباح؟
أذكار الصباح ليست مجرد كلمات تقال مع بداية اليوم، بل هي درع واق للمؤمن، تحفظه وتطمئنه، وتفتح له أبواب البركة والنور. هي بداية عامرة بالإيمان، تملأ القلب سكينة، وتبعد عن النفس كل خوفٍ وقلق.
وقت أذكار الصباح والمساء
قد قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال في "إحياء علوم الدين": [اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر].
ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ.
هل يجب أن تُقال كاملة؟
أوضح علماء المذاهب الأربعة أن أذكار الصباح والمساء سُنّة مؤكدة وليست فرضًا، وأن قراءتها كاملة أمر مستحب، ولكن إن ضاق الوقت أو حالت الظروف دون ترديدها كاملة، جاز الاقتصار على الأذكار الأساسية، مع الحرص على استحضار القلب والنية.
اختصار الأذكار لا يُبطل أثرها
حتى في لحظات العجلة والانشغال، يمكن للمسلم أن يكتفي ببعض الأذكار الرئيسية التي تحمل في طياتها فضلًا عظيمًا، فليست العبرة بالكم، بل باليقين والإخلاص. وما دام القلب حاضرًا، فإن البركة والأجر محفوظان بإذن الله.
لماذا نحرص على الأذكار؟
- وقاية من الشرور:
تحصّن الأذكار المسلم من الشيطان، وتُبعد عنه الأذى، وتجعله في معية الله، كما ورد في قول النبي ﷺ: “من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي.” - طمأنينة القلب:
الذكر يُطفئ نيران القلق، ويزرع الطمأنينة، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب.” - زيادة البركة في الرزق:
من لزم الذكر صباحًا ومساءً، بارك الله له في وقته وجهده وماله، وفتح له أبواب الخير. - علاج نفسي وروحي:
أثبتت الدراسات النفسية أن المواظبة على الأذكار تخفف من التوتر، وتساعد على صفاء الذهن، وتقلل من القلق والاكتئاب.
أذكار الصباح
- آية الكرسي – مرة واحدة ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾
(البقرة: 255) - المعوذات – 3 مرات
• سورة الإخلاص: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾
• سورة الفلق: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾
• سورة الناس: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَٰهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾
- “بسم الله الذي لا يضر…” – 3 مرات “بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.”
- “رضيت بالله ربًا…” – 3 مرات “رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا.”
- “اللهم إني أصبحت أشهدك…” – 4 مرات “اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ.”
- “اللهم ما أصبح بي من نعمة…” – مرة واحدة
“اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ.”
- “اللهم إني أعوذ بك…” – مرة واحدة “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.”
- “حسبي الله لا إله إلا هو…” – 7 مرات “حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.



