عاجل

«كُن من المستغفرين».. تعرف على فضل الاستغفار في الثلث الأخير من الليل

الاستغفار في الثلث
الاستغفار في الثلث الأخير من الليل

للاستغفار فضل عظيم يلزمه المسلم دون التقييد بوقت معين إلا أنه لا ينفك عنه في أوقات منها الثلث الأخير من الليل، فقال العلماء أن أفضل الأوقات الثلث الأخير إذا تيسر ذلك.

الاستغفار في الثلث الأخير من الليل 

لقول النبي ﷺ: من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح. ولقوله ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول سبحانه: من يدعوني؛ فأستجيب له؟ من يسألني؛ فأعطيه؟ من يستغفرني؛ فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر متفق على صحته.

هذا الحديث العظيم يدل على أن التعبد في آخر الليل في الثلث الأخير أفضل لهذا الحديث العظيم، وينبغي له الإكثار من الدعاء، والسؤال، والتوبة إلى الله في هذا الوقت العظيم.

وإن صلى في وسط الليل فهو وقت أيضًا عظيم، وإن صلى في أول الليل كذلك بعد صلاة العشاء كله خير، ولاسيما إذا كان يخشى ألا يقوم؛ فالسنة أن يصلي قبل أن ينام، قد أوصى النبي ﷺ أبا هريرة، وأبا الدرداء بالإيتار قبل النوم، والسبب -والله أعلم- أنهما يدرسان الحديث، ويخشيان ألا يقوما في آخر الليل.

مقام الدعاء والمسألة من الله

وقال أهل العلم: مقام الدعاء والمسألة من الله ، والتضرع إليه ، ولو من غير صلاة ، سواء كان قبل أن يصلي أو بعد فراغه من ورده بالليل ، أو حتى بدون صلاة مطلقا ؛ يستيقظ ، فيدعو الله ، ويذكره ، ويستغفره ، ثم ينام .

والمقام الأرفع : أن يجمع ، مع ذلك كله : ما شاء الله له من صلاته وتهجده بالليل ، والناس نيام. ويتسغفر ربه في تهجده ذلك ، ويدعوه بما شاء من خير الدنيا والآخرة 
ولهذا كان السلف يفضلون الصلاة في هذا الوقت، كما قال الزهري

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّييْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ  ، فَلِذَلِككَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ. رواه الإمام أحمد في "المسند"

وَعَنِ الْحَسَنِ " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات: 17]: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَرْقُدُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات: 18] قَالَ: مَدُّوا الصَّلَاةَ إِلَى السَّحَرِ، ثُمَّ دَعُوا وَتَضَرَّعُوا " وَفِي رِوَايَةٍ: مَدُّوا الْعَقِبَ مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ الِاسْتِغْفَارُ فِي السَّحَرِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ

وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: الَّذِينَ يَشْهَدُونَ صَلَاةَ الصُّبْحِ.

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ سَحَرَةٍ مِنَ السَّمَاءِ مَنْ سَائِلٌ يُعْطَى مَنْ دَاعٍ يُجَابُ، أَوْ مُسْتَغْفِرٌ يُغْفَرُ لَهُ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، أَفَلَا تَرَى الدِّيَكَةَ وَأَشْبَاهَهَا مِنَ الدَّوَابِّ تَصِيحُ تِلْكَ السَّاعَةَ .

تم نسخ الرابط