طارق البرديسي: مصر وتركيا لديهما ما يؤهلهما لقيادة جهود التهدئة في المنطقة
قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مشاركة وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي في الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، تقوم على المصالح المتبادلة والعقلانية السياسية بعد سنوات من التباعد.
اللقاء يعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار العلاقات المصرية التركية
وأوضح البرديسي، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن اللقاء يعكس تحولًا استراتيجيًا في مسار العلاقات المصرية التركية، حيث لم تعد لغة القطيعة أو التنافس مقبولة في منطقة تعج بالأزمات، مشيرًا إلى أن التعاون والتنسيق بين القوتين الإقليميتين أصبح ضرورة لحماية الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن مصر تتحرك بثوابت واضحة قوامها دعم الاستقرار واحترام سيادة الدول وتفعيل الدبلوماسية الفاعلة، بينما تسعى تركيا إلى تحقيق توازنات جديدة تحافظ على أمنها القومي وتوسع نفوذها دون صدامات مكلفة، مؤكدًا أن البلدين الآن يدشنان دبلوماسية العقل والمسؤولية في مواجهة تحديات الإقليم الممتد من غزة إلى السودان وسوريا وليبيا.
لقاء وزير الخارجية بالرئيس التركي
وعن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال البرديسي إن التوافق بين القاهرة وأنقرة بشأن القضية الفلسطينية يعكس وحدة في الرؤية تجاه أولوية وقف إطلاق النار، ودعم الحلول السياسية، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في غزة والضفة الغربية.
وأضاف أن البلدين يمتلكان من الثقل السياسي والدبلوماسي ما يؤهلهما لقيادة جهود التهدئة والتسوية، مشددًا على أن التنسيق المشترك بينهما يبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن المنطقة ليست رهينة للحروب، بل قادرة على صناعة السلام والاستقرار عبر الحوار والدبلوماسية.
وأكد البرديسي أن اللقاءات المستمرة بين الجانبين ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي على المستويين السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين كانت قائمة حتى في فترات الخلاف، ما يعني أن التقارب الحالي سيفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك.
الموقف المصري التركي الموحد تجاه القضايا الإقليمية
واختتم خبير العلاقات الدولية تصريحاته بالتأكيد على أن الموقف المصري التركي الموحد تجاه العدوان على غزة يمثل خطوة مهمة في الضغط على الأطراف الدولية لوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع، لافتًا إلى أن ما قاله وزير الخارجية المصري بشأن "إغاثة سكان غزة وتسريع جهود التعافي وإعادة الإعمار" يجسد التزام القاهرة وأنقرة بالتعامل مع جذور الأزمة، لا مجرد نتائجها.



