عاجل

ما الفرق بين كلمتي «اسطاعوا»و«استطاعوا» في سورة الكهف؟.. إعجاز قرآني عظيم

تفسير آية ومعنى
تفسير آية ومعنى

ما الفرق بين كلمتي «اسطاعوا» و«استطاعوا» في سورة الكهف؟، سؤال كشف جوابه الدكتورة إلهام شاهين الأمين العام المساعد لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية. 

الفرق بين كلمتي «اسطاعوا» و«استطاعوا» 

وقالت في بيان الفرق بين كلمتي «اسطاعوا» و«استطاعوا» الواردة  فى سورة الكهف، يقول العلماء إن الزيادة في المبنى يقابلها زيادة في المعنى، فكلمة «اسطاعوا» بمعنى المجهود الأقل؛ أما «استطاعوا» فتعني بذل مجهود أكبر .

وفي قوله سبحانه في سورة الكهف [ فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً]؛ فهنا نفى الله سبحانه قدرة يأجوج ومأجوج واسطاعتهم على صعود السد الذي بناه ذو القرنين، ونفى قدرتهم واستطاعتهم على ثقب وخرق هذا السد، وذلك لأن صعود السد يتطلب أقل جهداً من خرقه. 

كما قيل «اسطاعوا» أتت مخففة لأنه يقوم بهذا العمل الشخص لوحده وهو الصعود، أما النقب فهو عمل جماعي فيحتاج إلى مشاركة فلذلك جاء مثقل «استطاعوا»، ومثله قوله تعالى:"،قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً و"سأنبئك بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِيع عَلَيْهِ صَبْرًا } و"ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا" فالأولى قيلت لما كان موسى حائرا في أفعال الخضر - عليهما السلام - لا يجد لها تفسيرا؛ فهي هم ثقيل على صدره؛ فناسب التعبير بالجرس والمعنى الثقيلين.

أما الثانية فقد قيلت لما وضح الخضر الأمر لموسى عليهما السلام- فارتاح وانزاح الهم عن صدره؛ فناسب التعبير بالجرس والمعنى الخفيفين.

ما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ 

يقول الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أنه ذهب جماهيرُ الفقهاء إلى استحباب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؛ لِمَا وَرَدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَدْرَكَ الدَّجَّالَ، لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ». أَوْ قَالَ: «لَمْ يَضُرَّهُ، وَمَنْ قَرَأَ خَاتِمَةَ سُورَةِ الْكَهْفِ أَضَاءَ لَهُ نُورًا مِنْ حَيْثُ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ». والحديث له حُكْمُ الرَّفْعِ؛ أي: هو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ إذ ليس مثله مما يُقال بالرَّأْيِ .

أمَّا فضلها: فقد سبق أنها تعصم قارئها من فتنة الدجال، وورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا أنها تُنِيرُ لقارئها الأسبوع كله وذلك عند محافظته عليها؛ فقد روى الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : " إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ ".

ويجوز قراءتها ليلةَ الجمعة ويومها، واختلف الفقهاءُ في أفضل وقتٍ لقراءتها: فذهب الشافعيةُ إلى أنَّ أفضلَ وقتها قبل طلوع شمس يوم الجمعة . وقيل : بعد العصر. وقال بعضُ المتأخرين منهم : عند الخروج من المسجد. ونصَّ الإمام الشافعي رضي الله عنه على استحباب الإكثارِ من قراءتها ليلًا ونهارًا من غير ضبْطٍ بعدد، أما إذا اقتصر على قراءتها مرَّةً فالنهارُ أولى من الليل .

وشدد على أنَّ قراءةَ سورةِ الكهف ليلةَ الجمعةِ ويومها مُستحبٌّ باتفاق جماهيرِ الفقهاء ، وأنَّ مِن فضلها أنها تنير لقارئها ما بين الجمعتين، وتعصمُه من فتنة الدَّجَّال.

أما وقتها ففي ليلة الجمعة ويومها، وتبدأ ليلةُ الجمعة من غروبِ شمسِ يومِ الخميس، وينتهي يومها بغروب شمس يوم الجمعة، وقراءتها بعد الصبح وقبل الذهاب لصلاة الجمعة أفضلُ مِنْ قراءتها بقية النهار؛ مسارعةً للخير ما أمكن، وأَمْنًا من الإهمال.

تم نسخ الرابط