ما حكم قتل الحيوان المفترس بعد واقعة سيرك طنطا؟.. عالم أزهري يجيب

تسببت أزمة سيرك طنطا وإصابة العامل محمد البسطاويسي بواسطة إحدى النمور التي تدربها أنوسة كوته، في جدال كبير حول روح الحيوان وقتله وتربيته، وهي مسائل شرعية يرصد موقع «نيوز رووم» بيانها بالتفصيل في التقرير التالي.
أزمة سيرك طنطا.. حكم تربية الحيوان المفترس
يقول الشيخ أحمد المالكي من علماء الأزهر الشريف، في تعليقه على واقعة سيرك طنطا، وبيان حكم تربية الحيوان المفترس، إن الحيوان في حد ذاته فيه منفعة، وأن هذه المنافع تتفاوت بين الشخصيات بينها المنفعة الخاصة على غرار ما يحدث لمدربي الأسود ومسابقات الهجن وسباق الخيل وغيرها، لافتًا إلى أن العلماء تحدثوا عن تلك المنافع ونظروا إليها ووضعوا ضابطًا لجواز ذلك يتمثل في «غلبة السلامة».
وأشار المالكي، في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، إلى قول الإمام زكريا الأنصاري والذي نقله عن الإمام ابن حجر الهيتمي، بأن الترويض واللعب والتسلية وغيرها جائز إذا غلبه السلامة وإلا حرام، مضيفًا بأن هناك ضابط آخر أشير إليه وهو القانون بأن يكون هناك ضابط لذلك وإذا حدثت مخالفة للقانون مع غلبة السلامة فالمنع بالقانون أوجب.
هل الحيوان له روح ومن يقبضها؟
وأوضح «المالكي» في بيان هل للحيوان روح، أن الحيوانات لها أرواح وأن العلم بمن يقبضها لا تفيد سواء أكان القابض المولى عزوجل أو ملك الموت، ففي نهاية الأمر ستفنى وتموت.
واستدل بقول الحق سبحانه وتعالى: «وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)»، وعنه صلوات ربي وسلامه عليه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «يُحشرُ الخلائقُ كلُّهم يومَ القيامةِ والبهائمُ والدوابُّ والطيرُ وكلُّ شيءٍ فيبلغُ من عدلِ اللهِ أن يأخذَ للجمَّاءِ من القرْناءِ ثم يقول كوني ترابًا فذلك حين يقول الكافرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا».
كما استدل بما جاء عن الحارث بن الخزرج عن أبيه قال: «سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال: (يا ملك الموت، ارفقْ بصاحبي فإنه مؤمن)، فقال ملك الموت طِب ْ نفساً، وقَرّ عيناً، واعلم أني بكل مؤمنٍ رفيق، واعلم يا محمد أني لأقبض روح ابن آدم، فإذا صرخ صارخٌ قمتُ في الدار ومعي روحه، فقلت: ما هذا الصارخ ؟ ! والله ما ظلمناه، ولا سبقنا أجله، ولا استعجلنا قدره، ومالنا في قبضه من ذنب . . فإن ترضوا لما صنع الله تُؤجروا، وإن تسخطوا تأثموا وتوزروا، وإن لنا عندكم عودةٌ بعد عودة ، فالحَذَرَ والحَذَر ، وما من أهل بيتِ شَعْرٍ ولا مَدَر، برٍّ ولا فاجر، سهلٍ ولا جبل ، إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة، حتى لَأَنا أَعْرَفُ بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم.. والله لو أردتُ أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك، حتى يكون الله هو يأذنُ بقبضها».
ما حكم قتل الحيوان المفترس بعد واقعة سيرك طنطا؟
وبين «المالكي» حكم قتل الحيوان المفترس كالأسد أوالنمر مثلما حدث في واقعة السيرك بالفيوم، أن الأصل لا يجوز قتل الحيوان إلا ما تحقق ضرره ومنها كتهديد أمن المجتمع وسلامة المواطنين، وذلك من خلال قانون وجهة تتولى الأجهزة المعنية دون أن يترك للناس.
وأوضح أن هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس من الدواب كلهن الفواسق، يقتلن في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور»، مؤكدًا أن القتل هنا لا يكون للعوام بل للجهات المختصة التي من شأنها إنفاذ القانون، خاصة وأن هناك جهود بذلت لتعقيم الكلاب الضالة والمشردة ودفع ضررها عن الناس وإذا ما حدث منها ضرر ينبغي أن يترك الأمر للجهات المختصة حتى لا يستباح قتلها.